تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

الباب الأول

صفحة 347 - الجزء 1

  بالعدد، والثامن منها يتوتد تحت الأرض، والثاني والعشرون منها يتوسط فوق الرأس وسط السماء، ولا تزال أربعة عشر منها ظاهرة في السماء، وأربعة عشرة منها غائبة تحت الأرض، على هذا أجراها خالقها سبحانه وتعالى، لا تختلف أبداً، وهذه الأبيات تتضمن الطالع والغارب والمتوسط والمتوتد قوله:

  نطح، وغفر، طالع، غارب ... مقابل للنثرة الذابح

  بطينها تهوي الزبانا له ... والطرف يرعى بلع طامح

  ثم الثريا كللت مغرباً ... فجبهة السعد لها لائح

  ودبران القلب أتى مقبلاً ... في زبرات للخبا جانح

  وهقعة الشولة مصروفة ... مقدم الفرع لها واضح

  وهنعة أنعامها آفلٌ ... عوّا المؤخر إثرها نائح

  وبالذراع البلدة استمسكت ... فجوزتها في بحرها سابح

  واعلم أن الشمس تجري في هذه المنازل على ترتيبها وتحل في كل منزلة منها ثلاثة عشر يوماً، إلا منزلة الذراع فتمكث فيها أربعة عشر يوماً، ويتم قطعها لجميع المنازل بتمام دورانها⁣(⁣١) في دائرة منطقة البروج في ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً، وهي أيام السنة الشمسية. وقد قسمت السنة الشمسية أربعة أرباع، يسمى كل ربع منها فصلاً، فالفصل الأول: فصل الصيف، وهي من حلول الشمس تاسع عشر درجة في برج الحمل، ثم برج الثور كاملاً، ثم برج الجوزاء كاملاً، وتسع عشرة درجة في برج السرطان، فصار لفصل الصيف اثنتا عشرة درجة وثلت في برج الحمل، ثم برج الثور ثلاثون وثلث، ثم برج الجوزاء ثلاثون وثلث، وتسع عشرة درجة في برج السرطان، أتى الجميع اثنتين وتسعين، ولهذا الفصل من المنازل سبع يجمعها قول الشاعر:

  شرط البطين ثريا دبر هقعتها ... وهنعة الذرع فصل الصيف قد كملا


(١) في (ج): «دورتها».