(باب الأوقات)
  علامة الغفر.
  وأما السنة الشمسية فلكل أمة تاريخ، والمستعمل منها الآن في الشهور الرومية تاريخ ذي القرنين، وهو الاسكندر ابن فيلسوف اليوناني الرومي المعروف بذي القرنين، وكان ابتداء ملكه يوم الاثنين، وهو أول يوم من شهر تشرين الأول، وعلى هذا التاريخ جريت المواقيت من اليمن وطلوع المنازل وغروبها وأوقات الزراعة وكثير من الأعمال؛ ولذا احتيج إليه؛ وأعداد شهوره مختلفة، وهي هذه: تشرين أول: أحد وثلاثون يوماً، تشرين ثاني: ثلاثون، كانون الأول: أحد وثلاثون، كانون الثاني: أحد وثلاثون، شباط: ثمانية وعشرون إلا في السنة الكبيسة فهو تسعة وعشرون. آذار: أحد وثلاثون، نيسان: ثلاثون، آيار: أحد وثلاثون، حزيران: ثلاثون، تموز: أحد وثلاثون، آب: أحد وثلاثون، أيلول: ثلاثون، ويجمع شهور الروم قول الشاعر:
  شهور الروم إن أحببت تدري ... لها نظم وللنظم اختصار
  فتشرينان كانونان شباط ... آذار ثم نيسان أيار
  حزيران فتموز(١) وآب ... فأيلول وقد(٢) كمل المدار
  ولهذه الشهور ضابط يعرف منه ما كان منها أحدًا وثلاثين يوماً وما كان ثلاثين، وهو اثنا عشر حرفاً يجمعها: «يهنيك فوز أبيك» تجعل لكل شهر حرفاً على التوالي، فما كان منقوطاً فالشهر الذي قابله في عدده أحد وثلاثون، وإن كان مهملاً فهو ثلاثون يوماً، إلا شُباط فكما تقدم.
  وأما تاريخ الإسلام - زاده الله شرفاً - فهو الحقيق بما قاله الشاعر:
  وإنَّ صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
  وأما سنته فهي ثلاثمائة وأربعة وخمسون يوماً، وهي السنة القمرية، وشهورها اثنا عشر شهرًا، منها شهر ثلاثون يوماً وشهر تسعة وعشرون يوماً، وقد جعلت الجدول
(١) في (ب): «وتموز».
(٢) في (ب): «وأيلول فقد».