تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

الباب الرابع في تفصيل كيفية العمل بذلك:

صفحة 356 - الجزء 1

  الفجر فاعلم أن بين طلوع الفجر الصادق وطلوع الشمس منزلة ونصفًا، فإذا دخلت الشمس أول منزلة كان طلوع الفجر في نصف المنزلة المرسومة في قدر⁣(⁣١) منازل طالع الفجر، وما قطعته الشمس من أيام منزلتها يزاد على نصف منزلة الفجر حتى يبلغ ثلاثة عشر يوماً، وما زاد على ذلك فهو من المنزلة التي تليها، فاعلم ذلك.

  وكذلك معرفة غروب الشفق لأول⁣(⁣٢) وقت العشاء، يكون بينه وبين غروب الشمس منزلة وثلث، وذلك سبع عشرة درجة، فزد على ما قطعته الشمس من منزلتها سبعة عشر وأجمل ذلك، وأسقطه: لمنزلة الشمس ثلاثة عشر، وما بقي فهو للتي⁣(⁣٣) تلي الشمس إن كان دون ثلاثة عشر درجة، وإلا ففي الثالثة من منزلة الشمس بقدر ما زاد على ثلاثة عشر، فاعلم ذلك.

  واعلم أنك تستدل على منزلة طالع الفجر وطالع العشاء بالمتوسط فوق الرأس، والغارب، على ما عرفت في الأبيات المتقدمة.

  وأما وقت الظهر: فاعرف أول يوم ظل الزوال المرسوم بموازاة المنزلة التي فيها الشمس، فهو ظل أول يوم في تلك المنزلة، فإذا قطعت الشمس أياماً في تلك المنزلة وأردت معرفة ظل ذلك اليوم فانظر ظل المنزلة التي بعد منزلة الشمس واعرف هل مساوٍ لظل الشمس في المنزلة التي قبلها أو زائد عليها أو ناقص، فإن كان مساويًا لها فظل تلك المنزلة غير مختلف من أولها إلى آخرها، وإن كان زائداً أو ناقصاً فاعرف قدر تلك الزيادة أو النقصان بالبنان، ثم اعرف كم قطعت الشمس من أيام منزلتها فانسبه من اثني عشر، مثل: أن يكون ستة فنقول: نصف، أو ثلاثة فنقول: ربع، أو أربعة فنقول: ثلث، ونحو ذلك، ثم خذ من تلك البنان الزائدة أو الناقصة مساوياً لتلك السنين إلى نصفها إن كانت النسبة نصفاً، أو ربعها إن كانت النسبة ربعًا، أو ثلثها إن كانت النسبة ثلثًا، فما كان فزده على ظل زوال منزلة الشمس إن كان ظل المنزلة التي


(١) في المخطوط: بندر.

(٢) في (ب): «الأول».

(٣) في المخطوط: اللتي.