تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

الباب الخامس في ذكر أشياء لا غنى عنها لمن عرف هذا الفن

صفحة 357 - الجزء 1

  تليها زائداً، أو انقص إن كان ناقصاً يحصل ظل زوال يومك، فزده على ظل الزوال أصبعًا يحصل أول وقت الظهر، وآخره أول وقت العصر، وأصله مرسوم في الجدول، يزاد عليه ما زدت على ظل الزوال، وينقص منه ما نقص من ظل الزوال، ويزاد على ظل الزوال سبعة أقدام يكون آخر اختيار الظهر، وهو أول اختيار العصر، فإذا زاد على ظل الزوال أربعة عشر قدماً كان آخر اختيار العصر، وهو مصير ظل الشيء مثليه سوى فيء الزوال؛ لأن القامة سبعة أقدام في الغالب، هذا ما يحتاج إليه في معرفة الأمور الدينية.

الباب الخامس في ذكر أشياء لا غنى عنها لمن عرف هذا الفن

  منها: معرفة حلول القمر في المنازل، وذلك أن تعلم ما مضى من الشهر العربي الذي أنت فيه، وتزيد عليه يوماً، وبعد تقدر ذلك من منزلة الشمس فساقطه، فما وقف عليه الحساب من المنازل فالقمر في تلك المنزلة، فاعلم ذلك.

  ومنها: لمعرفة ساعات الليل، إذا أردت ذلك فاعرف المنزلة الطالعة أول الليل، وهي المرسومة في الجدول، ثم الطالع من المنازل في وقتك بالمشاهدة فاعلمه، ثم عدّ من الطالع أول الليل إلى تلك المنزلة الطالعة، فما كان فاضربه في ستة واقسمه على سبعة، فما خرج من القسمة فساعات ماضية من الليل، وما بقي دون سبعة فانسبه منها فهو كسور من الساعة التي أنت فيها، مثاله: إذا كان طالع أول الليل الشرطين، وطالع الوقت النثرة، فكانت ثمان منازل، ضربناها في ستة بلغ ثمانية وأربعين، قسمناها على سبعة خرج من القسمة ستة باثنين وأربعين، وبقي ستة، فنقول: الماضي من الليل ست ساعات وستة أسباع ساعة، وقس على ذلك؛ بناء على أن ساعات الليل اثنتا عشرة ساعة؛ ومنه يعلم أقسام الليل، مثلاً ربعه: ثلاث ساعات، ونصفه: ست ساعات، ونحو ذلك.

  وأما معرفة ما مضى من ساعات النهار فتعرف ذلك من أقدام الظل لكل ما سأذكره، وتضيف إلى ذلك ظل الزوال ليومك، وذلك أن آخر الساعة الأولى وأول الثانية على ستة وعشرين قدماً، وآخر الثانية وأول الثالثة على اثني عشر قدماً، وآخر