جدول الأوقات
  نعم، (وآخره) يعني: آخر وقت الظهر (مصير ظل الشيء) المنتصب (مثله) فمتى صار ظل كل منتصب من آدمي أو جدار، أو غيرهما مثله فذاك آخر وقت الظهر، وذلك سِوى فيء الزوال، فلينظر أولاً فيء الزوال وقدره على حسب ما تقدم من اختلافه، فقد يكون كثيراً وقد يكون قليلاً، فما زاد على فيء الزوال وقد صار مثل ذلك المنتصب فذلك آخر وقت الظهر، والمعتبر في ذلك بأن يكون الظل مثل ذلك المنتصب، ولا عبرة بالأقدام على المختار، وإنما هي مقربة فقط، والغالب أن كل شخص يأتي مثله المماثل له ستة أقدام ونصفًا بقدمه، فمتى صار كذلك بعد فيء الزوال فقد انتهى. ويعتبر أن [تكون كيفية التقديم: أن يقدم بقدمه اليسرى](١) من الجانب الأيمن نصف قدمه اليمنى، فإن استقبل الظل فإنه يقدم من حذاء نصف القدم. مثال: بعد تحقيق أن أقل فيء الزوال اخضرار الجدار وأكثره خمسة أقدام ونصف نقول: يعرف مصير الظل [مثله](٢) بإضافة فيء الزوال إلى مقدار القامة، فإذا كان فيء الزوال خمسة أقدام ونصفًا فمن قامته ستة أقدام ونصف فهو على اثني عشر قدمًا، ومن قامته سبعة أقدام فهو على اثني عشر قدمًا ونصف؛ ثم كذلك لو كان فيء الزوال قدمين ونصفًا وقامته ستة أقدام فهو على ثمانية أقدام ونصف، وعلى هذا يحفظ ويقاس عليه، فقد يغفل بعض من الناس عن فيء الزوال ويُقَدِّم ستة أقدام ونصفًا فيصلي العصر من دون أن ينظر إلى فيء الزوال ومن دون أن ينظر إلى أنه لا بد من تحقق المماثلة، وإنما الأقدام تقريب لها فقط، وذلك إنما يستقيم على الإطلاق أنه متى قدم ستة ونصفًا فهو آخر وقت الظهر لو كان فيء الزوال اخضرار الجدار فقط في تلك الأيام وقد تحقق الشخص أن قامته ستة أقدام ونصف، فهذا يستقيم أن يقدم ستة أقدام ونصفًا، وهو آخر وقت الظهر، والله أعلم.
  (وهو) يعني: مصير ظل الشيء مثله سِوى فيء الزوال (أول) وقت (العصر)
(١) زيادة من حاشية الشرح لاستقامة اللفظ. في المخطوط: ويعتبر أن يكون كيفية القدم اليسرى من الجانب إلخ.
(٢) ما بين المعقوفين من المقصد الحسن وهامش شرح الأزهار.