(باب والقضاء)
(باب والقضاء)
  لغة: مشتركة(١)، تأتي للحتم والإلزام، ومنه: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ}[سبأ ١٤] أي: حتمنا به عليه وألزمناه، والإحكام والإتقان، ومنه: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ}[فصلت ١٢] أي: أحكمهن وأتقن، ومنه: {مَا أَنْتَ قَاضٍ}[طه ٧٢] أي: ما أنت متقن.
  وفي الشرع: ولاية تقتضي التصرف لقطع الخصومة بين المتشاجرين وما يتصل بذلك على حد لا يصح أن يكون لغير صاحبها ولاية على من هي عليه.
  وسمي [القاضي] قاضياً لأنه يأمر الخصمين أو أحدهما بما يصح له من أمرهما(٢). ويسمى حاكماً لحكمه بمنع التظالم.
  الدليل: أما من الكتاب فقوله عز من قائل كريم: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ}[المائدة ٤٩] {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ}[المائدة ٤٩] {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ٦٥}[النساء ٦٥] و {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ}[المائدة ٤٢] وغير ذلك من آيات الكتاب الكريم كقوله: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[النساء ٥٨].
  ومن السنة قولاً وفعلاً، أما الفعل فظاهر، وهو أنه ÷ تولى القضاء، وهو الذي بعث به ليقوم الناس بالقسط.
  وأما قوله فقد جاء عنه ÷: «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة، فأما الذي في الجنة فرجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق وجار به(٣) فهو في النار، ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار»، وقد أمر ÷ أمير المؤمنين # يحكم في اليمن، وقد يقال: لبث أمير المؤمنين بصنعاء أربعين يوماً، ودخل أماكن في اليمن، ودخل اليمن مرة أخرى في خلافة
(١) كذا في المخطوطات.
(٢) في هامش شرح الأزهار (٩/ ١٥): في أمرهما.
(٣) في هامش شرح الأزهار (٩/ ١٥): وجار في حكمه فهو في النار.