تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب والقضاء)

صفحة 210 - الجزء 6

(باب والقضاء)

  لغة: مشتركة⁣(⁣١)، تأتي للحتم والإلزام، ومنه: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ}⁣[سبأ ١٤] أي: حتمنا به عليه وألزمناه، والإحكام والإتقان، ومنه: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ}⁣[فصلت ١٢] أي: أحكمهن وأتقن، ومنه: {مَا أَنْتَ قَاضٍ}⁣[طه ٧٢] أي: ما أنت متقن.

  وفي الشرع: ولاية تقتضي التصرف لقطع الخصومة بين المتشاجرين وما يتصل بذلك على حد لا يصح أن يكون لغير صاحبها ولاية على من هي عليه.

  وسمي [القاضي] قاضياً لأنه يأمر الخصمين أو أحدهما بما يصح له من أمرهما⁣(⁣٢). ويسمى حاكماً لحكمه بمنع التظالم.

  الدليل: أما من الكتاب فقوله عز من قائل كريم: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ}⁣[المائدة ٤٩] {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ}⁣[المائدة ٤٩] {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ٦٥}⁣[النساء ٦٥] و {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ}⁣[المائدة ٤٢] وغير ذلك من آيات الكتاب الكريم كقوله: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}⁣[النساء ٥٨].

  ومن السنة قولاً وفعلاً، أما الفعل فظاهر، وهو أنه ÷ تولى القضاء، وهو الذي بعث به ليقوم الناس بالقسط.

  وأما قوله فقد جاء عنه ÷: «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة، فأما الذي في الجنة فرجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق وجار به⁣(⁣٣) فهو في النار، ورجل قضى بين الناس على جهل فهو في النار»، وقد أمر ÷ أمير المؤمنين # يحكم في اليمن، وقد يقال: لبث أمير المؤمنين بصنعاء أربعين يوماً، ودخل أماكن في اليمن، ودخل اليمن مرة أخرى في خلافة


(١) كذا في المخطوطات.

(٢) في هامش شرح الأزهار (٩/ ١٥): في أمرهما.

(٣) في هامش شرح الأزهار (٩/ ١٥): وجار في حكمه فهو في النار.