(فصل): في حكم الإمامة وشرائط القائم بها
  أدلتها التفصيلية من الكتاب العزيز والسنة والنبوية، والمعتبر من العلوم في ذلك مذكور في مقدمة الأزهار؛ وذلك ليكون على بصيرة فيما يقدم عليه من إلزام(١) الأمة به ليكون(٢) بعيداً عن الخبط والجزاف في الأحكام، موافقاً لمراد الله. فلا يصح أن يكون مقلداً، وتجويز خلو الزمان عن المجتهد ممنوع لما مر. ويعتبر أن يكون أكثر علمه الفقه؛ لأنه يتعلق بمعرفة الحلال والحرام، والاحتياج إليه أكثر.
  والثاني والثالث: أن يكون (عدل) وقد تضمن التكليف والإسلام والعدالة، [و] هي محافظة دينية تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة ليس معها بدعة. وذلك الإتيان بالواجبات واجتناب المقبحات. والورع ليس بأمر زائد على ذلك.
  والرابع: أن يكون (سخي) وحد سخائه أن [يقوم] (بوضع الحقوق) المالية (في مواضعها) التي أمر الله بوضعها فيها غير مسرف ولا حائل بها إلى غير أهلها، ولا يغلبه شح نفسه على إمساكها في وجه يجب إخراجها فيه أو منع فقير أو مستحق حقه، وهذا داخل في العدالة، وذكر مستقلاً لشدة(٣) الحاجة إليه، روي عنه ÷ أنه قسم خراج البحرين - وهي الحساء والقطيف - فيما بين وضوئه وصلاته وهو(٤) ثمانون ألفاً، رواه في الكشاف، وروي عن أمير المؤمنين كرم الله وجهه أنه حين دخل إلى بيت المال بعد عثمان(٥) وجد فيه مالاً كثيراً ووطئ عليها برجليه ولها صلصلة فقال: صلصالك صلصالك فلست من أشكالك، وفرقها بين المهاجرين والأنصار، ولم يبق منها شيئاً، وقال: لا يبيت ليلة وهو مسؤول لمستحق بدرهم، فهذه كانت سيرته كرم الله وجهه في الجنة وحشرنا في زمرة محمد وآله آمين.
(١) كذا في المخطوطات.
(٢) كذا في المخطوطات.
(٣) في المخطوطات: لسيرة.
(٤) في المخطوطات: وهي.
(٥) في الشفاء وغيره: لما انقضى أمر أهل الجمل دخل أمير المؤمنين علي # بيت المال فرأى فيه البدر من الذهب والفضة فقال:
صلصلي صلصالك ... فلست من أشكالك