تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في بيان من تجوز مصالحته مؤبدة ومن لا تجوز إلا إلى مدة مقدرة وبيان حكم أهل الذمة المؤبد صلحهم

صفحة 628 - الجزء 6

  المضرة هنا، بخلاف الأسير الواحد أو الاثنين فالمضرة نادرة، والله أعلم.

  نعم، (و) إذا امتنعوا من الإسلام بعد الظفر بهم ورضوا بالدخول تحت الذمة وتسليم الجزية فإنهم (يلزمون) أموراً، منها: أنهم يمنعون من لبس الحرير ورفيع القطن والكتان وحمل⁣(⁣١) السلاح، ومن الجلوس في صدر المجالس، ومن مزاحمة المسلمين، ومن زخرفة دورهم وأبوابهم، ومن لبس خواتم الذهب والفضة والفصوص الغالية، ومن تكوير العمامة فوق ثلاث طاقات وإرسال ذوائبها، ومن تطويل شعر الرأس⁣(⁣٢)، ويلجؤون إلى أضيق الطرق⁣(⁣٣)، ولا يُبدؤون بالسلام، ولا يقام في وجوههم، ولا يصافحون، ولا يصدقون ولا يكذبون فيما يحدثون به في كتبهم⁣(⁣٤)، وأيضاً يلزمون (زياً يتميزون به) عن المسلمين، وكذا نساؤهم إذا خرجن كان لهن زي يتميزن به عن نساء المسلمين، ويكون ذلك الذي يلزمون (فيه صغار) لهم وإذلال، وقد كان يهود اليمن بالعمائم فأمرهم الإمام المتوكل على الله إسماعيل | بالقلانس، وذلك لنكتة حصلت منهم، وذلك الزي (من) بيانية (زنار) يتخذونه يعرفون به، وهو ليس مخصوص لا يستعمله أهل الشرف. والزنار: منطقة يربطها في وسطه فوق ثيابه. ولا بد أن يكون لأبوابهم علامات؛ لئلا يدعوا لهم من يسأل على الأبواب، والله أعلم.

  فائدة: وتكره مجاورة أهل الذمة؛ لأنهم المغضوب عليهم والضالون، قال يحيى #: الأولى سكونهم في منتزح عن المسلمين بنحو ميلين؛ لقوله ÷: «المسلم والكافر لا تتراءى نارهما».

  نعم، (و) إذا لم يستصلح⁣(⁣٥) الزنار ألزموا لبس (لبس غيار) يعني: لبساً مغايراً


(١) في المخطوطات: ورفع. والمثبت من هامش شرح الأزهار (٩/ ٥٧٦).

(٢) لفظ هامش شرح الأزهار: ومن ترجيل الشعر.

(٣) لفظ هامش شرح الأزهار: إلى مضيق الطريق.

(٤) لفظ هامش شرح الأزهار: فيما يحدثون عن كتبهم.

(٥) في المخطوطات: يصطلح. والمثبت من شرح الأزهار (٩/ ٥٧٦).