تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب صفة الصلاة) يعني ماهيتها

صفحة 458 - الجزء 1

  وإذا زاد الهدوي زيادة المؤيدي وهي «السلام عليك أيها النبي الكريم ... إلخ» قبل التسليم - فسدت صلاته؛ لأنه جمع بين ألفاظ متباينة.

  مَسْألَة: والمخافتة بالتشهد هيئة، وتركه لا يوجب سجود السهو.

  مَسْألَة: ويستحب لمن فرغ من صلاته أن يثبت [مكانه]⁣(⁣١) قليلاً للدعاء، قال تعالى معلماً لنبيه ÷: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧}⁣[الشرح]، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}⁣[الأحزاب: ٢١] فيقتدى به في ذلك، ويروى عنه ÷ أنه كان إذا فرغ من صلاته مكث قليلاً للدعاء، وكان يقول بصوته الأعلى بعد أن يسلم: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، وَلَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»، وفي الباب مأثورات كثيرة تطلب من مظانها.

  (و) الثالث عشر: (القنوت) وهو يطلق على الدعاء، والخضوع، والقيام، والسكون [والسكوت]⁣(⁣٢)، والطاعة، والصلاة، [والخشوع والعبادة وطول القيام]⁣(⁣٣) ومنه قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ٢٣٨}⁣[البقرة: ] [و] قال ابن مسعود: القانت المطيع. وقد صارت حقيقته في الشرع: الاستقامة على طاعة الله بالأمور الشرعية. وأخص من هذه الحقيقة شرعاً هو: قيام مخصوص، من شخص مخصوص، في موضع من الصلاة مخصوص، بذكر مخصوص. وهو المراد هنا، وهو مسنون.

  أما الصلاة التي يقنت فيها فذلك (في) صلاة (الفجر والوتر) لا غيرهما من سائر الصلوات السرية والجهرية، فلا يشرع على أصلنا إلا في هاتين الصلاتين، وسواء في ذلك شهر رمضان وغيره.


(١) زيادة من حاشية في الشرح.

(٢) ما بين المعقوفين من فتح الباري وهامش شرح الأزهار.

(٣) ما بين المعقوفين من فتح الباري وهامش شرح الأزهار.