(باب: وصلاة الجمعة)
(باب: وصلاة الجمعة)
  أصلها قوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ}[الجمعة: ٩]، ومن السنة ما روي عنه ÷ أنه قال في آخر حديث: «واعلموا أن الله قد فرض عليكم الجمعة في مقامي هذا، في يومي هذا، في شهري هذا، في عامي هذا إلى يوم القيامة، فمن تركها في حياتي أو بعد مماتي استخفافاً بها أو جحوداً لها وله إمام عادل أو جائر(١) فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا زكاة له، ألا ولا حج له إلا أن يتوب، فمن تاب تاب الله عليه» وكحديث: «من ترك ثلاث جمع ... إلخ»(٢).
  والجمعة: بضم الميم وإسكانها وفتحها، ذكره الفراء وغيره، ومثله في الكشاف. ووجهوا الفتح بأنها تجمع الناس، ويكثرون [فيها] كما يقال: همزة ولمزة [لكثرة الهمز واللمز](٣). وهو يقال: إنما سميت جمعة لاجتماع خلق السماوات والأرض ومن فيهما في ذلك الوقت، وخلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة، والجن. من تفسير الحاكم.
  وصلاة الجمعة واجبة عند كمال شرائط وجوبها؛ وهي فرض عين فيمن عدا من سيأتي إخراجه، عنه ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة في يوم الجمعة(٤) ... إلخ».
  والذين (تجب) عليهم الجمعة من ذكرهم الإمام ¦ بقوله:
  [الأول]: (على كل مكلف) فهو يحترز بذلك عن الصبي والمجنون، فلا تجب عليهما، ولا تصح، ويدخل في ذلك السكران فهو مكلف. ولو كان المكلف أجيراً
(١) سيأتي تعقيب على هذه اللفظة قريبًا إن شاء الله.
(٢) تمامه: «تهاونًا طبع الله على قلبه».
(٣) ما بين المعقوفين من هامش شرح الأزهار.
(٤) تمامه: «إلا على مريض أو مسافر».