تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

[ما يستحب لسائر الأفزاع]

صفحة 51 - الجزء 2

  المخالفة للعادة؛ ويكره سبّها؛ لقوله ÷: «الريح من روح الله تعالى وتأتي بالعذاب فلا تسبوها واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها». وكذلك لكل حادث عظيم من جهة الله تعالى أو من جهة غيره⁣(⁣١)، وذلك كالظلمة الشديدة في ليل أو نهار، والريح الزعزع، والبرق والرعد المخالف للعادة، وتكره الإشارة إلى البرق بالإصبع؛ لقوله ÷: «من أشار إلى برق قوم فقد ظلمهم».

  وكذلك الأمطار التي يخشى منها التلف أو الضرر المخالف للعادة⁣(⁣٢)، فهذه ونحوها - نستعيذ بالله من كل مهمة في الدنيا والآخرة - يندب لها صلاة كصلاة الكسوفين، [وذلك حيث تستمر أو تتردد. وتصلى هذه الصلاة جماعة وجهراً وعكسهما.

  (أو) يصلى (ركعتان) كركعتي النوافل (لها) يعني: لسائر الأفزاع، فيخير إما صلى لأجلها كصلاة الكسوفين]⁣(⁣٣) أو يصلي ركعتين من دون زيادة ركوعات كسائر النوافل. وهذا في صلاة غير الكسوفين، فلا يصلى لأجلها إلا تلك الصلاة المخصوصة فقط.

  فَرْعٌ: ولو تعذرت صلاة الكسوف أو نحوه بوجه من الوجوه، كأن يصادف كسوف الشمس الوقت المكروه - اقتصر على الذكر لله سبحانه وتعالى، وقد روي عنه ÷ أن أفضل ما يفعل عند ذلك قراءة⁣(⁣٤) القرآن الكريم وكفى به وقراءة العلم.

  (وندب) بعد صلاة الكسوف ونحوها للإمام وغيره (ملازمة الذكر) لله تعالى، فيثبت مكانه ذاكراً لله تعالى بالتهليل والتسبيح والتكبير ونحوها (حتى ينجلي) ذلك الحادث من كسوف أو غيره؛ ولا يشرع أن تثنى هذه الصلاة - يعني: تفعل مرة ثانية -


(١) وفي هامش شرح الأزهار: من جهة الله تعالى. (é).

(٢) في البيان: أو مطر زائد على المعتاد يخاف منه.

(٣) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).

(٤) في (ج): «تلاوة».