تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

[صلاة الاستسقاء]

صفحة 52 - الجزء 2

  لو لم يزل ذلك الحادث بعد فعلها، بل يلازم الذكر لله تعالى حتى يذهب، والله أعلم.

  فائدة: وصلاة العيد والكسوف والاستسقاء لا أذان فيها⁣(⁣١) وإنما ينادى لحضورها⁣(⁣٢) بقوله: «الصلاةَ جامعةً» بالنصب فيهما، وذلك ندب مرة واحدة فقط، ولو قيل: «حي على الصلاة» أو «هلموا إلى الصلاة» فلا بأس بذلك.

  وهذا النداء لا يستحب في صلاة الجنازة، وإنما ينادى لها بـ «الصلاة يرحمكم الله». ونوافل الأفراد لا ينادى لها بحال بشيء. ووجه النصب في قوله: «الصلاة جامعة» الأول: على الإغراء، والثاني: على الحال، والناصب «احضروا»، ولو صرح بالعامل جاز؛ لعدم العطف والتكرار. ويقال: برفعهما على الابتداء والإخبار، وبرفع الأول على الابتداء و [حذف]⁣(⁣٣) الخبر، ونصب «جامعة» على الحال، ونصب الأول على الإغراء، ورفع الثاني على الخبرية لمبتدأ محذوف، فتأمل، والله أعلم.

[صلاة الاستسقاء]

  مَسْألَة: (ويستحب) صلاة (للاستسقاء) إذا أصاب أهل ذلك المحل الجدب، وأصل ذلك قوله تعالى: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ}⁣[البقرة ٦٠]، وقد خرج لها رسول الله ÷ خاضعًا متواضعاً متذللاً لابساً ثياب البذلة وصلى ركعتين، ولعله اختلف فعل النبي ÷ لها، فتارة على صفة وتارة على صفة أخرى، وقد اختار أهل المذهب أنها تصلى (أربع) ركعات (بتسليمتين) ولا خطبة فيها.

  وصفة ذلك أن يعظهم الإمام ويأمرهم بالتوبة وأن يخرجوا بأشياخهم وأطفالهم، وتصلى (في الجبانة) يقرأ في كل ركعة الفاتحة وما شاء معها من القرآن، واستحسن الهادي ¦ سورة النصر، وآية الكرسي، وآخر سورة الحشر، ومن سورة الفرقان {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ} إلى {كُفُورًا ٥٠}، فإذا فرغوا أكثروا من


(١) في المخطوط: فيهما. وحذفناها كما في شرح الأزهار.

(٢) في المخطوط: لحضورهما.

(٣) ما بين المعقوفين من شرح التصريح وهامش شرح الأزهار عنه.