تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في ذكر نفل الصلاة وذكر أنواعه

صفحة 55 - الجزء 2

  «اللهم إياك دعونا وقصدنا، ومنك طلبنا، ولرحمتك تعرضنا، أنت إلهنا وسيدنا وخالقنا وراحمنا، فلا تخيب عندك دعاءنا، ولا تقطع عنك رجاءنا، فإنك أرحم الراحمين».

  مَسْألَة: ويكرر الاستسقاء من الغد إن لم يسقوا في يومهم، وفي استئناف الصوم تردد، والأصح⁣(⁣١) أنهم يؤمرون به وبالخروج في اليوم الرابع إن لم يسقوا⁣(⁣٢) في الاستسقاء الأول، فيعاد هكذا إذا تأخرت الإجابة.

  ويطلب الكف إن سقوا واستمر حتى خشوا من كثرته. وتشرع هذه الصلاة عند نضوب بئر أو نهر، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، آمين.

  النوافل والمستحبات

(فصل): في ذكر نفل الصلاة وذكر أنواعه

  اعلم أنه إنما سمي النفل نفلاً لما كان زائداً على الفرض؛ ولذا سمي ولد الولد نافلة لما كان زائداً على الولد، قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً}⁣[الأنبياء ٧٢]، وسميت الأنفال نفلاً⁣(⁣٣) لما كانت زائدة على ما يستحقه المجاهد.

  فائدة: ويستحب حمل النفس على المشقة في النفل؛ لأنه ÷ كان كثير النفل حتى تورمت قدماه مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، عنه ÷ عن ربنا جل وعلا: «ما تقرب إليَّ المتقربون بمثل ما افترضت عليهم، ولا يزال العبد يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويديه الذي يبطش بهما، ورجليه الذي يمشي بهما» ولعل المعنى من ذلك أنه يكون على بصيرة وقدرة قوية على أفعاله بهذه الجوارح، نسأل الله التوفيق للأعمال الصالحة وحسن الختام، آمين.

  ويستحب المداومة على ما اعتاده الإنسان من النوافل، عنه ÷: «إن الله يحب المداومة على العمل وإن قل». اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت،


(١) في (ج): «والصحيح».

(٢) فرض المسألة أنهم لم يسقوا، ولفظ البحر وهامش شرح الأزهار: إن لم يشق.

(٣) في الصعيتري وهامش شرح الأزهار: وسميت الأنفال أنفالاً.