(فصل): في ذكر نفل الصلاة وذكر أنواعه
  وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، واكفنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، يا ذا الجلال والإكرام، يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، آمين.
  مَسْألَة: ونفل الصلاة أفضل النفل، وفرضها أفضل الفروض بعد الإسلام، وقد جاء عنه ÷: «اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة» ونحو هذا.
  مَسْألَة: (و) حقيقة (المسنون من النفل) شرعاً في الصلاة وغيرها: هو (ما لازمه الرسول ÷ وأمر به) وبيَّن كونه مسنونًا، يعني: بيَّن أنه غير واجب، وإلا يبين وقد أمر به ولازمه فهو الواجب، فالمسنون أخص؛ لزيادة اشتراط تبيين كونه سنة. (وإلا) يكمل الشرطان، وهما: الأمر والملازمة، بل أمر به فقط أو لازمه فقط (فمستحب) يعني: فذلك المستحب.
  والمسنون المؤكد يزاد في حده: بأن يواظب عليه ÷ إلى أن مات وأمر بالمواظبة عليه مع تبيين كونه غير واجب.
  وقد ورد الترغيب في الصلاة على سبيل الجملة ما يقتضي ندبيتها(١)، وهو قوله ÷: «الصلاة خير موضوع، يستكثر منه من شاء» يروى برفع «خير» منونًا بقطعه عن الإضافة، والمعنى أنها خير يستكثر منه من شاء، ويروى «خير موضوع» بإضافته إلى موضوع، على أنها أفضل الأعمال.
  وأحسن ما يمكن الدوام عليه بغير ملل ولا إخلال، ويطيقة كل أحد في عموم الأحول - اعتياد ختمتين في كل شهر: إحداهما في صلاته بالليل في كل ليلة جزء، والأخرى خارج الصلاة، والله ولي التوفيق.
  هذا لمن يحفظ القرآن، وأما غيره فيقرأ من السور القصار وما أمكنه، وأحسن
(١) لفظ شرح الأزهار في شرح قوله: وإلا فمستحب: لأنه قد ورد في النوافل على سبيل الجملة ما يقضي بندبها.