[النفل المؤكد]
  وفي ركعتي المغرب، جاء عنه ÷: «لا تدع ركعتين بعد المغرب في سفر ولا حضر، فإنهما قوله تعالى: {فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ السُّجُودِ ٤٠}[ق]»، ويستحب المبادرة بهما بعد صلاة المغرب، عنه ÷: «عجلوا الركعتين بعد المغرب، فإنهما يرفعان مع المكتوبة»، وفي الجامع عنه ÷: «من صلى المغرب ثم صلى ركعتين قبل أن يتكلم رفعت صلاته في عليين».
  مَسْألَة: وتصح صلاة النفل كلها من قعود، لكن للقاعد نصف ثواب القائم، ولا فرق بين رواتب الفرائض وغيرها والوتر وغيره، فيصح أن تصلى من قعود، ولو افتتح صلاة النفل من قيام جاز أن يتمها من قعود.
  ومن خصائص النبي ÷ أن تطوعه قاعداً في الصلاة كتطوعه قائماً في الثواب، فتأمل.
  فائدة: عن أبي هريرة قال: قال لي النبي ÷: «اسكبند ردم» قلت: نعم. قال: «قم فصلِّ إن الصلاة شفاء» ففي هذا فائدتان: الأولى: تكلمه ÷ بالفارسية، ومعناه: يوجعك بطنك. والثانية: أن الصلاة شفاء، فهي تبرئ من ألم الفؤاد والمعدة والأمعاء وكثير من الأمراض. وكثرة الصلاة والتهجد تحفظ الصحة؛ لأنها تشتمل على انتصاب وركوع وسجود وغير ذلك، فيتحرك معها أكثر الأعضاء، لا سيما المعدة والأمعاء. وهي تنفع من ألم الآخرة، وذلك أعظم، فمن أحب أن يأخذ من دنياه لآخرته ومن فراغه لشغله فليفعل، أنشد في ذلك:
  اغتنم ركعتين وقت فراغك ... فعسى أن يكون موتك بغتة
  كم صحيح رأيت من غير سقم ... ذهبت روحه الصحيحة فلتة
  سيما بين العشاءين، وفي غير وقت المكتوبة، وفي جوف الليل الأخير، ففي الصلاة بين العشاءين قد جاء في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ٦٤}[الفرقان] أنها الصلاة فيما بينهما. وفي آخر الليل، عنه ÷: «ركعتان في ثلث الليل الأخير خير من الدنيا وما فيها»، والأحاديث في الباب كثيرة، وقد بوّب لها كثير من