[صلاة الرغائب]
  (فأما) صلاة (التراويح) وهي من بعد صلاة العشاء في شهر رمضان، وسميت تراويح لأنهم يستريحون بين كل تسليمتين، وقدرها عشرون ركعة بعشر تسليمات في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، فإذا صليت (جماعة) فهي بدعة. قال في الانتصار(١): روي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن رسول الله ÷ أنه خرج على [بعض] أصحابه في [بعض] ليالي رمضان وهم يصلون النوافل جماعة، فقال ÷: «صلاة الضحى بدعة، وصلاة النوافل في ليالي رمضان جماعة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» وقال ÷: «قليل في سنة خير من كثير في بدعة».
  (و) كذلك صلاة (الضحى) ووقتها من بعد انبساط الشمس إلى قبل دخول الوقت المكروه، وقدرها من ركعتين إلى ثمان - لو صليت (بنيتها فبدعة) يعني: بنية كونها سنة، وهو أن يعتقد أن النبي ÷ أمر بها وواظب عليها.
  وحقيقة البدعة: هي الطاعة التي يؤتى بها مختلطة بمنهي عنه. ليدخل(٢) في ذلك ما زاد على المشروع. والبدعة قسمان:
  قبيحة: وهي ما تصادم السنة، والواجب على الإمام وعلى سائر المسلمين دفعها وكفها، وقد دخلت(٣) في الأقوال والأفعال والمذاهب.
  وغير قبيحة: وهي ما لا تصادم السنة.
  فائدة: عن النبي ÷: «من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»، وعنه ÷: «لا يترك العبادة في هذه الليلة إلا منافق أو من لا يكون له نصيب في رحمة الله»، ولعله يحمل على تركه لذلك استخفافاً بها. وأما ما روي فيها من الصلاة فعن النبي ÷ أنه قال: «من صلى ليلة النصف من
(١) في الشرح: «قال في الغيث».
(٢) في هامش شرح الأزهار: فيدخل.
(٣) في هامش الشرح: «وتدخل».