(باب) صلاة الكسوف والخسوف
  شعبان مائة ركعة بألف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، ولم يمت حتى يرى مائة ملك يؤمنونه من عذاب الله تعالى، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنة، وثلاثون [كانوا] يعصمونه من الشيطان، وثلاثون يستغفرون له آناء الليل وأطراف النهار، وعشرة يكيدون من كاده» وفي رواية «في كل ركعة عشر». من الإرشاد.
  فائدة: ويكره النوم بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب. قيل: النوم بعد العصر يورث زوال العقل. عن الحسن بن علي أنه كان إذا فرغ من صلاة الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحزح، أي: وإن أريد تنحيته عن ذلك المكان وأزعج وحمل على الكلام فلا يتكلم، وروي عن النبي ÷ أنه مر بفاطمة & بعد صلاة الفجر وهي نائمة فحركها برجله، وقال لها: «قومي شاهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، إن الله يقسم رزق العباد من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس» ولعله يحمل على التأديب منه ÷ لابنته؛ إذ يشرع التأديب بما ليس بواجب للأولاد، وإلا فليس بواجب إيقاظ النائم للفريضة؛ إذ هو غير مكلف حال نومه فكيف يلزم أمر من هو غير مكلف بها، فليتأمل!
  وفي الانتصار: كان ÷ يكره النومَ قبل صلاة العشاء والكلامَ بعدها إلا بخير. وفي حديث: «نهى عن السمر بعد العشاء إلا لمسافر أو مصل وكالإيناس للضيف وطالب علم أو عروس» ورخص للمسافر تخفيفاً [عليه]. والسمر: هو الكلام بالليل.
  والحمد لله رب العالمين، ونسأل الله المعونة بفضله، آمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، آمين.
  [تم بعون الله وكرمه وتوفيقه صباح الأحد خامس وعشرين من شهر القعدة من سنة سبعة وثلاثمائة وألف ١٣٠٧. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الراشدين](١).
  هم نجوم أشرق الكون بهم ... بعد ما كانت نواحيه ظلاما
(١) ما بين المعقوفين في (أ).