تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): فيما يفعل من حضر عند المريض وما يشرع بعد موته، وما يتعلق بذلك

صفحة 67 - الجزء 2

  فائدة: ما جاء في صلاة الأنس، روى في سنن البيهقي بإسناده أن رسول الله ÷ أنه قال: «أشد ما يكون على الميت أول ليلة يبيت وحده في قبره، فما من أحد يصلي بعد المغرب ركعتين، يقرأ في كل ركعة «فاتحة الكتاب» مرة، و «آية الكرسي» مرة، و «الإخلاص» مرة، و «ألهاكم التكاثر» اثنتي عشرة مرة، فإذا فرغ من صلاته قال: «اللهم إني صليت هذه الصلاة وأنت تعلم ما أريد بها، فابعث ثوابها إلى قبر فلان أو فلانة، إلا بعث الله ألف ملك مع كل ملك نور وهدية يأنسونه في قبره إلى يوم القيامة، ويعطى المصلي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات، ويزوجه الله أربعين حوراء، والله ذو الفضل العظيم»⁣(⁣١). من كتاب الوسائل القرآنية والأدعية النبوية.

(فصل): فيما يفعل من حضر عند المريض وما يشرع بعد موته، وما يتعلق بذلك

  ويستحب استجلاب الدعاء من المريض؛ لقوله ÷: «إذا دخلت على مريض فمره أن يدعو لك، فإن دعاءه مستجاب كدعاء الملائكة»، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، آمين.

  نعم، (يؤمر المريض بالتوبة) عما فعله من المعاصي، وهي مقبولة منه ما لم يغرغر بالموت، عنه ÷: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وعنه ÷: «لرد دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة مبرورة»، وعنه ÷: «لله أفرح بتوبة أحدكم منه بضالته»، وفي الباب كثير، وليس هذا موضعه.

  والتوبة: هي الندم على ما أخل به من الواجب لوجوبه، وعلى ما فعل من القبيح لقبحه، والعزم على أن لا يعود إلى شيء من ترك الواجب لكونه واجباً ولا إلى فعل شيء من المحرم لكونه محرماً. فلو ندم على ما فات وعزم على أن لا يعود خوفاً من عذاب الله فهي توبة أيضاً صحيحة على الصحيح وإن لم تكن لأجل كونه واجباً أو محرماً، بل خوفاً.


(١) ينظر هذا الحديث.