(فصل): فيما ينبغي فعله مع صاحب الجنازة
  والمعزى فاسقاً أو كافراً قال: «غفر الله لميتك، وأحسن عزاءك»، وإن كانا فاسقين أو كافرين فليقل: «اصبروا، فإنا لله وإنا إليه راجعون». والأولى اجتماع أهل الميت عند أهل التعزية كما قد اعتيد؛ تخفيفاً على المعزي من طلب كل واحد إلى حيث هو.
  فائدة: يروى أنه قال ÷: «سيأتيكم الخضر فيعزيكم»، قال الإمام يحيى: وذلك لما توفي النبي ÷ سمعوا صوتاً ولم يروا أحداً يقول: «السلام عليكم أهل بيت النبوة ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفاً من كل هالك، ودركًا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب»، فيستحب أن يعزى بهذه التعزية ثم بالتعزية المعروفة. قال ابن عبد البر: إن المعزي بهذه التعزية الخضر نقل من طرق صحاح، وهو يقال: إن الصحابة علموا ذلك بالأخبار عنه ÷ بما سيكون، كما روي في ذلك وفي وغيره(١)، أو بخبر(٢) المعصوم نقل ذلك من النجري. ونقل عن المهدي # أنه رأى الخضر في مسجد الدقائق والإمام المطهر يقرأ عليه، ورآه في مسجد نقم مرة أخرى وأنشد شعراً:
  أغنى الأنام فقير في ذرى جبل ... لا يعرف الوشي منسوجاً ولا الساجا
  وأفقر الناس في دنياهم رجلٌ ... أضحى إلى اللحب الجرار محتاجا
  (وهي) يعني: التعزية (بعد الدفن) للميت (أفضل) من قبله؛ لأن الحزن يعظم عند مفارقته، فيتسلى أهله بالتعزية بعد ذلك.
  (و) ندب (تكرار الحضور مع أهل) الميت (المسلم) إذا كانوا من (المسلمين) والعبرة بالأهل أن يكونوا مسلمين، وسواء كان الميت مسلمًا أم لا، لا إن لم يكونوا مسلمين ولو مسلمًا. ولو كان أقارب الميت فساقًا فلا ينبغي ذلك إلا لمصلحة دينية أو تقية أو مكافأة أو مجاورة. ولعله يكون تكرار الحضور بحسب الاعتياد من ثلاث أو أقل أو أكثر، ولا تكرر التعزية بتكرر الحضور؛ لقول النبي ÷: «التعزية مرة».
(١) في شرح النجري: كما روي في غير ذلك.
(٢) في المخطوط: ولخبر، والمثبت من شرح النجري.