تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب) قضاء الحاجة

صفحة 86 - الجزء 1

  (و) الرابع: (التعوذ) ويقدم التسمية عليه، فيقول: «بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النِّجْس⁣(⁣١)، الخبيث المخبث، الشيطان الرجيم». ومعناه: النجس الخبيث في نفسه، المخبث لغيره. الشيطان: الشاط عن الحق. الرجيم: المرجوم بالشهب.

  وإنما قدمت التسمية في هذا الموضع على التعوذ لتبعد عن الحالة القذرة، بخلاف الطاعة فتؤخر ويقدم التعوذ كما في الصلاة والتلاوة، أو⁣(⁣٢) لأن التسمية من القرآن المتلو المأمور بالاستعاذة عند قصد تلاوته في قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ٩٨}⁣[النحل]،.

  والتعوذ يكون أيضاً قبل الاشتغال بقضاء الحاجة، ومن الاشتغال التعري؛ فيتعوذ قبله وقبل دخول الخلاء؛ تنزيهاً لذكر اسم الله تعالى، إلا أن ينسى فيتعوذ سراً.

  وفي التسمية جاء عنه ÷: «ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول: بسم الله» أخرجه الترمذي.

  فائدة: ولا يُذكر النبي ÷ في ثلاثة مواضع مع ذكر الله فيها، منها: هذا الموضع، وهو عند قضاء الحاجة، وعند الجماع، وعند الأكل. إن قيل: لِمَ لا يذكر في هذه المواضع وقد ذكر الله تعالى فيها، وفي تفسير {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤}⁣[الشرح] أنه يذكر النبي ÷ مع ذكر الله، جاء عن الله تعالى: «إني لا أذكر إلا وأنت معي» - فقد يقال: إن هذه الثلاثة المواضع نِعَمٌ من الله تعالى علينا ليس فيها مشاركة للنبي ÷ في تلك النعمة، بخلاف غيرها مما شرع [فله ÷]⁣(⁣٣) نعمة [علينا]⁣(⁣٤)؛ لعنايته لذلك؛ لأن الله سبحانه وتعالى منَّ بها على يديه، و [عندي]⁣(⁣٥) أن هذه أيضاً نعمة أنعم بها سبحانه وتعالى على يديه، لا سيما حل النكاح، فإذا كانت العلةُ ذلك


(١) النِّجْس هاهنا بكسر النون وسكون الجيم على جهة الاتباع للرجس، وإلا فهو بفتح النون والجيم في غير هذا الموضع، وهو القذر، وقذر الشيطان: وسوسته. (حاشية في الشرح).

(٢) في (ج): «و».

(٣) ما بين المعقوفين من الشرح.

(٤) من الشرح.

(٥) ساقط في (ب).