تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

[ما يكره لقاضي الحاجة]

صفحة 90 - الجزء 1

  مطلقاً، أو ليست له وليست مستظلاً، ولا مثمرة، ولا يأتي ثمرها والأذى باقٍ.

  فيكره قضاء الحاجة في هذه الستة المواضع المسماة بـ «الملاعن»، إلا أن يعلم قاضي الحاجة أو يظن إضرار الغير بالتأذي ونحوه حرم وأثم بذلك، وقد جمعها الإمام ¦ بقوله:

  ملاعنها نهر وسبل ومسجد ... ومسقط أثمار وقبر ومجلس

  (و) الثاني: اتقاء (الجِحَر) بجيم مكسورة بعدها حاء مهملة: جمع جُحْر، بضم الجيم وسكون المهملة، فيتوقى في قضاء حاجته ذلك؛ لأنها مساكن الحشرات، فيؤذيها، ولا يأمن أن تؤذيه، وقد تكون من مساكن الجن؛ وللنهي في ذلك، روي أن سعد بن عبادة خرج إلى الشام فسمع أهله هاتفاً في داره يقول:

  قتلنا سيد الخزرج ... سعد بن عباده

  رميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده

  ففزع أهله وتعرّفوا أمره فكان في تلك الليلة قد مات، قيل: جلس [يبول]⁣(⁣١) في جحر فاستلقى ميتاً، نقل من الدرة، وروي أنه قال حسان بن ثابت:

  يقولون: سعد شقت الجن بطنه ... ألا ربما حققت أمرك بالعذر

  وما ذنب سعدٍ أنه بال قائماً ... ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر

  فيا عجباً للجن تقتل مسلماً ... على غير ذنبٍ ثم ترثيه بالشعر

  لئن سلمت عن فتنة المال أنفسٌ ... فما صبرت عن فتنة النهي والأمر

  وقد قيل: لا يصح هذا؛ لأن موته كان لسنتين وأشهر من خلافة عمر.

  (و) منها: تجنب (الصُّلْب) من الأرض، والصلب بضم الصاد المهملة وسكون اللام، وهو المكان الذي ينبو فيه البول؛ مخافة أن يعود إليه فينجسه، بل يتوخى مكاناً دهَسًا⁣(⁣٢) - بالمهملة والمعجمة وفتح الهاء، وهو الخشن؛ ليأمن التنجيس، فإن لم يجد


(١) ما بين المعقوفين من هامش شرح الأزهار.

(٢) تغيب فيه الأقدام. (لسان).