(باب) قضاء الحاجة
  مكاناً كذلك عمد إلى حجر غير خشن وسله عليه.
  (و) منها: اتقاء (التهوية به) يعني: بالبول، عنه ÷: «إذا بال أحدكم فلا يطمح ببوله»، ولأنه لا يأمن أن ترده الريح فينجسه، ولأنه أيضاً من صفات الحمقى، ولا يعلل بأن للهواء سكاناً؛ إذ لا تخلو التهوية به(١) في أكثر الحشوش(٢) مع عدم الكراهة؛ للأمن من الريح، ولعدم اتصاف صاحبه في ذلك المحل بالحمق؛ لجري(٣) العادة به، ولو علل بأن للهواء سكاناً لبقيت الكراهة في ذلك مع عدمها. وقد تكون التهوية به أولى لو كان المكان الدهس على بُعد من موضع الغائط وهو لا يأمن من أن ينتضح إليه شيء إلا مع التهوية إلى ذلك المكان فتزول الكراهة، بل يجب.
  (و) منها: اتقاء البول (قائماً) ويكره إن فعل؛ لنهيه ÷ عن أن يبول الرجل قائماً، إلا لعلة أو عجلة أو خوف أو عذر، كأن يكون قابضاً على شيء على(٤) المحمول يخشى وقوعه، وقد جاء عنه ÷ أنه بال قائماً من علة أصابته في مأبضه، ومثله عن أمير المؤمنين علي #، وذلك منهما لأجل الضرورة، وقد يقال: إنه ينفع من وجع المثانة. المأبض - بفتح الميم، [وهمزة ساكنة](٥) وكسر الباء معجمة بواحدة من أسفل، وبالضاء معجمة بواحدة أيضاً من أسفل -: باطن الركبة.
  (و) منها: اتقاء (الكلام) حاله، ففي الحديث: «إن الله سبحانه يَمْقُت على ذلك» بضم القاف، ومعنى المقت من الله: إعلام العباد أن الفعل قبيح يستحق فاعله العقاب عليه والذم، والإجماعُ على عدم تحريم ذلك أخرج هذا [عن](٦) الأصل وحمل على أن المراد ترك الأحسن. وتزول الكراهة بالضرورة الداعية إلى ذلك، كخشية سقوط ساقط، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو أيِّ غرض مهم.
(١) لفظ شرح الأزهار: فإنه لابد من التهوية به.
(٢) الحشوش: الكُنُف، أي: مواضع قضاء الحاجة.
(٣) في (ب): «فجرت».
(٤) في (ب): «من».
(٥) ما بين المعقوفين من شرح الأزهار.
(٦) ساقط من (ج).