تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب الرضاع)

صفحة 708 - الجزء 3

  وصل ضيف إلى عند رجل وفعل له فوق الذي يعتاد وجب القضاء، وأما الضيافة المعتادة فهي واجبة لا يجب قضاؤها، والله أعلم.

(باب الرضاع)

  في اللغة: اسم لمص اللبن من الضرع.

  وفي الشرع: حصول لبن المرأة في معدة الصبي بشروط.

  وهو بكسر الراء وفتحها. وأصله قوله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ}⁣[النساء ٢٣]، ومن السنة ما روي أن علياً # قال للنبي ÷: (أراك تتوق إلى نساء قريش، فهل لك في بنت حمزة أجمل فتاة في قريش؟) فقال ÷: «أما علمت أنها بنت أخي من الرضاعة؟ إن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب».

  و «تتوق» معناه: تشتاق، وهو الميل إلى الشيء والرغبة فيه. روي أن النبي ÷ رضع هو وعمه الحمزة من ثويبة، وهي مولاة لأبي لهب، وهي بضم⁣(⁣١) الثاء المثلثة وفتح الواو وسكون الياء المثناة من تحت بعدها باء موحدة، وهي تحت عبدالله بن الحارث، وهي غير بركة أم أيمن حاضنة النبي ÷ بعد أمه، أم أسامة بن زيد، وقد ظن بعض أئمة الحديث اتحادهما، وهو سهو، وأرضعته ÷ حليمة، وهي بنت أبي ذؤيب السعدية ظئر النبي ÷، وقصتها مشهورة.

  والإجماع ثابت في إجراء تحريم النكاح بالرضاع كالنسب على الجملة وإن اختلف في تفاصيل ذلك.

  مَسْألَة: وحكم الرضاع كالنسب في تحريم النكاح⁣(⁣٢)، دون الإرث وثبوت النفقة والقود والعقل والحد للسرقة وصرف الزكاة والعتق ونحوها من سائر أحكام النسب فلا تثبت بالرضاع.


(١) في المخطوطات: بفتح الثاء. والمثبت من هامش شرح الأزهار (٤/ ٨٢٥).

(٢) «وتجويز النظر والسفر». (من هامش المخطوطات الثلاث). ولفظ هامش شرح الأزهار (٤/ ٨٢٥): وجواز النظر ومحرم في السفر والخلوة. (é).