تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(كتاب الطهارة)

صفحة 23 - الجزء 1

  

  وله الحمد والمنة، وله الثناء الحسن، وبه الإعانة، وعليه التوكل، وبه الاعتصام، وهو حسبي ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله أجمعين.

(كتاب الطهارة)

  كتاب مصدر بمعنى «مكتوب»، أضيف إلى الطهارة بمعنى «في»، وكذا⁣(⁣١) في نظائره؛ ووحد الإمام الطهارة لإفادتها معنى التطهير وهو يعم.

  حقيقتها لغة: النظافة من الدرن والدسومات، ومنه: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}⁣[البقرة: ٢٢٢] يعني: ينظفن، ولا يبعد أن يكون المراد في الآية الطهارة الشرعية.

  وفي اصطلاح الشرع: صفة حكمية توجب لموصوفها صحة الصلاة فيه، أو به، أو لأجله. فالأوليان طهارة المكان أو البدن أو الثوب عن النجس، والأخير الطهارة عن الحدث، فالضمير في «به» أو «فيه» يرجع إلى الثوب أو البدن أو المكان.

  وهي باستعمال الْمُطَهِّرَيْن - الماء والتراب - في بعض الصور، أو أحدِهما في الغالب، أو ما في حكمهما - وهي سائر المطهرات - على الصفة المشروعة، لأمر ورد الشرع بالاستعمال لأجله. وقد جمع المطهرات بعضهم فقال:

  ماء وترب وإسلام⁣(⁣٢) حجارتهم ... مسح ونزح جفاف بعده الريق

  ثم النضوب مع استيلا استحالتهم ... كذا مكاثرة جمع⁣(⁣٣) وتفريق

  وستأتي مفصلة في محالها، ولم نختر الجمع والتفريق كما سيعرف ذلك إن شاء الله تعالى.

  فائدة: وقد استصلح أهل المذهب - وهي قاعدة كثير من أصحابنا في مؤلفات الفقه - تقديم كتب العبادات، من الطهارة والصلاة إلى آخر كتاب الحج؛ نظراً إلى أنها


(١) في (ب): «كذا» دون الواو.

(٢) يستقيم في الكافر المرتد، لا الأصلي فقد ترطب بالولادة. (é). (شرح).

(٣) إذا صار كثيراً وزال التغير على المذهب. (é). (شرح).