(باب الحيض)
(باب الحيض)
  في أصل اللغة: الفيض، يقال: «حاض الوادي» إذا فاض. وفي عرفها: الدم الخارج من رحم المرأة. قال الإمام المهدي: ويزاد «في وقت مخصوص»؛ إذ لا يسمى دم البكارة عند العرب حيضاً، وسيأتي حده في الشرع، وهو قريب من عرف اللغة.
  أصله: قوله تعالى: {قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ}[البقرة ٢٢٢]، ومن السنة قوله ÷: «دعي الصلاة أيام أقرائك».
  فائدة: قيل: الذي يحيض من الحيوانات أربعة [أنواع](١): المرأة، والضبع، والأرنب، والخفاش، وقد يقال: والناقة، والكلبة. وقيل: كل أنثى تحبل وتلد فهي تحيض.
  قيل: أصل الحيض أن حواء - رحمها الله تعالى - لما أدمت شجرة الحنطة إذ قطعت منها قال الله تعالى: «وعزتي لأدمينك»، فابتلاها الله تعالى بالحيض، والله أعلم.
  وأما حقيقته في الشرع: فقد بينه ¦ بقوله: (هو الأذى الخارج من الرحم في وقت مخصوص) مقدّر أقله وأكثره. فقوله: «الأذى» يعم الدم وغيره من الصفرة والكدرة - وهي دم أغبر كالتراب - إذا حدثا في وقته(٢).
  وقوله: «الخارج من الرحم» ليخرج ما لم يكن منه وإن كان من الفرج، كمِن موضع البول فليس بحيضٍ. الرحم: هو مستقر النطفة التي يتخلق الجنين فيها، وهو أحد الظلمات الثلاث، وزنه ككَتِف.
  وقوله: «في وقت مخصوص» يحترز من حال الصغر، وحال الامتناع، وحال الحمل، وحال الإياس.
  وقولنا: «مقدر أكثره وأقله» ليخرج دم الاستحاضة ودم العلة. ودم النفاس يخرج من قوله: «وأقله» [لأنه] وإن قدر أكثره فأقله غير مقدر.
(١) ساقطة في (ج).
(٢) يعني: إمكانه±. (بيان). (شرح).