تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(باب: و) صلاة (الجماعة)

صفحة 512 - الجزء 1

(باب: و) صلاة (الجماعة)

  دليلها من الكتاب قوله تعالى: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ٤٣}⁣[البقرة] فقد فسر بصلاة الجماعة، وكذلك قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ٢١٩}⁣[الشعراء] قد فسر أيضاً بصلاة الجماعة.

  ومن السنة قولاً وفعلاً، أما قوله: فمن ذلك قوله ÷: «صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده أربعة وعشرين جزءًا». أو قال: «درجة» والدرجة: كما⁣(⁣١) بين السماء والأرض، ومما يدل أيضاً على فضلها قوله ÷: «ما من ثلاثة في بدو ولا حضر ولم تقم فيهم جماعة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان» وعنه ÷: «من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له برائتين: براءة من النار، وبراءة من النفاق». وهو يدركها⁣(⁣٢) بإدراك القيام الأول مع إدراك تكبيرة الإحرام على المختار، كما كان المسلمون يهتمون بها في عهده ÷(⁣٣)، وعنه ÷: «صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى». فإن قيل: كيف يستحق على السنة - التي هي صلاة الجماعة - من الأجر زائدًا على أجر الواجب، الذي هو أصل الصلاة؟ قد أجيب بأن أمر ذلك إلى الله تعالى، وقد جاء في الأثر النبوي أن المبتدئ بالسلام له سبعون حسنة، وللمجيب عشر، والمبتدئ فاعل مندوب، والمجيب فاعل واجب. ويجاب أيضاً بأنه إنما استحق الثواب ذلك بفعل صلاة الجماعة؛ لكونه فعل ذلك الواجب بهذه الصفة⁣(⁣٤)، فالثواب في التحقيق على ذلك الواجب على تلك الصفة.

  فائدة: روي أن السلف كان يعزي بعضهم بعضاً ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة


(١) كل النسخ: «ما»، والمثبت من حاشية في الشرح.

(٢) أي: يدرك التكبيرة الأولى.

(٣) في (أ) و (ب): على المختار.

(٤) أي: لكونه أداه على أفضل وأعلى صفته. (شرح).