[فوائد من سورة الأنفال]
  ٧٠ - كان النبي ÷ والمسلمون معه يدخلون المعركة مع المشركين بأمر من الله، كما في هذه الغزوة (غزوة بدر) فإن الله تعالى أمر النبي ÷ بالخروج للتعرض لعير قريش ووعده الله تعالى أنه سيظفر إما بالعير المحملة بتجارات قريش وهي عائدة من الشام وإما بجيش قريش الذي خرج من مكة لحماية العير المحملة بتجاراتهم، وعلى الجملة فلم يكن النبي ÷ يدخل في معركة إلا من أجل تحقيق مصلحة عامة للإسلام والمسلمين، وقد يكون معرفة النبي ÷ والمسلمين للمصلحة إما بوحي من الله لنبيه ÷ كما في غزوة بدر، وإما بالرأي والشورى؛ فإذا حصل الظن عند أهل الرأي والمشورة بأن المصلحة العامة هو في الدخول في الحرب مع طائفة معينة ساغ لولي المسلمين وقائدهم الأمر والتوجيه بالدخول في الحرب، وبانقطاع الوحي بعد النبي ÷ لا يجوز للوالي اتخاذ قرار الحرب إلا بعد مشاورة أهل الشورى وذوي الرأي الذين ينظرون فيما سيترتب على الدخول في الحرب من مصالح ومفاسد، وما سوف ينتج عنها من نتائج؛ فإذا قرر أهل الشورى والرأي أن النتائج الإيجابية ستكون لعدوهم فلا يجوز الدخول في الحرب.
  · {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ٣٣}[الأنفال]:
  كان أمير المؤمنين # يقول ما معناه: (كان فيكم أمانان من العذاب، ارتفع أحدهما وهو رسول الله ÷، وبقي الآخر وهو الاستغفار).
  · قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ}[الأنفال: ٢٤]، يقع ذلك على صور:
  ١ - أن يريد المرء أمراً ويصمم على فعله، ثم تتغير إرادته ويترك تصميمه لغير سبب واضح.