زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الرعد]

صفحة 119 - الجزء 1

[فوائد من سورة الرعد]

  · قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}⁣[الرعد ١١]، وقال: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ٣٠}⁣[الشورى]، وقال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}⁣[إبراهيم]، في ذلك:

  أن الله تعالى لا يسلب نعمة عن قوم إلا بسبب معاصٍ يكتسبونها ويصرون عليها، أما إذا كانوا مطيعين لله شاكرين لنعمه فإنه تعالى سيزيدهم نعماً إلى نعمهم، ولا يسلب شيئاًَ من نعمه التي أعطاهم ومنَّ بها عليهم.

  فإن قيل: كيف تجمعون بين هذه الآيات وبين قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ١٥٥}⁣[البقرة]؟

  فيقال: إذا نزلت مصيبة بالمؤمنين الشاكرين فإن نزولها محنة وابتلاء يعرّض الله تعالى بسببها المؤمنين على اكتساب المزيد من الحسنات والثواب العظيم، ومن هنا فإن المصيبة تعتبر نعمة عظيمة.

  أما الآيات السابقة فإن المراد بالمصائب النازلة العذاب والعقاب العاجل، وحينئذٍ فموضوع الآيات السابقة غير موضوع الآية الأخيرة.

  وقال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٩٦}⁣[الأعراف]، في هذه الآية:

  أن الإيمان بالله والالتزام بالتقوى سبب لرخاء المعيشة وازدهارها، وأن الإعراض عن الإيمان والتقوى سبب للجفاف والجدب والفقر.