زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة إبراهيم]

صفحة 121 - الجزء 1

[فوائد من سورة إبراهيم]

  · قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ٢٤ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ............ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ٢٦}⁣[إبراهيم].

  الكلمة الطيبة: يراد بها كما يفيده المثل المضروب في الآية: الكلمة النافعة للناس في دينهم ودنياهم، وفي عاقبة أمرهم، والتي من شأنها أن ينتفع بها سامعها في أي مكان وزمان، ولا يخالط نفعها أي ضرر أو فساد.

  والكلمة الخبيثة: هي الكلمة التي من شأنها الضرر بالناس في دينهم ودنياهم وعاقبة أمرهم، ولا يخالط ضررها نفع.

  وقد صور الله تعالى الكلمة الخبيثة بما ضربه من المثل لها حيث صورها بصورة الشجرة الضارة المؤذية التي قطعت من أصلها، وأبعدت عن مقرها؛ لأن الشجرة التي لم تقطع وإن كانت خبيثة غير نافعة إلا أنه قد يكون في خضرتها نوع جمال وزينة فإذا قطعت وجفت زال جمالها وانمحت زينتها، وخليت عن أي نفع.

  · {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ٢٤ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}⁣[إبراهيم].

  {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ٢٦}⁣[إبراهيم]:

  يظهر لي والله أعلم أن الكلمة الطيبة هي الكلمة اللطيفة التي ينبسط لها المخاطب ويرتاح لها، والكلمة الخبيثة هي الكلمة الخشنة التي تثير غضب المخاطب وتستفزه، وذلك هو المراد في قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٣٤}⁣[فصلت].