زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الحج]

صفحة 153 - الجزء 1

  وتعالى ينسخ الله تلك الوساوس التي تثير الشك والشبه، ويزيلها من صدور المؤمنين بما أعطاهم الله تعالى من الحجج والدلائل، وزيادة الهدى والنور، ثم يحل محل تلك الوساوس دلائل الحق والهدى.

  أما الذين في قلوبهم مرض فإن تلك الوساوس التي يلقيها الشيطان في نفوسهم تتمكن في قلوبهم، فيزدادون مرضاً إلى مرض.

  فالشيطان هو الذي ألقى الوساوس والشك والريبة في قلوب المرتابين، والله تعالى لم يكن منه إلا التخلية؛ فسمى تعالى ما حصل بسبب التخلية فتنة للذين في قلوبهم مرض.

  · {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ٧٨}⁣[الحج]، في ذلك:

  ١ - أن الصلاة أفضل العبادات التي تعبد الله بها المؤمنين، وأفضل الصلاة هو الركوع والسجود.

  ٢ - وتأتي سائر العبادات في الدرجة الثانية، ألا ترى كيف بدأ الله تعالى بالركوع والسجود، ثم ذكر بعد ذلك الأمر بالعبادة، وعبادة الله تعالى هي السمع والطاعة فيما أمر ونهى.

  ٣ - فعل الخير هو نوع من نوعي العبادة المأمور بها في الجملة السابقة، وخص الله تعالى الأمر بفعل الخير مع دخوله في الأمر السابق لبعث المأمورين على فعل الخير وحثهم عليه زيادة حث لما جبلت عليه طبيعة البشر من الشح: {وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ}⁣[النساء: ١٢٨].

  ٤ - وختم الله تعالى تلك الأوامر بالأمر بالجهاد في الله حق جهاده، والجهاد في