زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الحج]

صفحة 155 - الجزء 1

  دينه، والدخول في شرف هذا الاسم الإبراهيمي القديم، وتوسيع دائرته.

  وقد انضاف إلى شرف اسمكم القديم شرف جديد وهو تسميتكم في هذا الدين الجديد والملة المحمدية باسم المسلمين، شرف على شرف، وفخر على فخر، وذكر على ذكر؛ فاذكروا أيها المسلمون هذه النعمة السَّنِيَّةَ، واشكروها ولا تكفروها.

  ٦ - ومع ذلك كله فإن الله تعالى قد زادكم إلى ذلك الشرف المتقدم شرفاً آخر ومفخرة أخرى، وذلك أنه تعالى اختاركم واصطفاكم من بين الأمم، واجتباكم من دون قبائل العرب والعجم، فأنتم صفوة البشر وخيرة الأمم؛ فبعث نبيه الخاتم منكم وجعلكم أنصاره وحملة دينه، تبلغونه إلى الناس وهو يبلغكم {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}⁣[البقرة: ١٤٣]، أفلا يكون جميع ما تقدم باعثاً لكم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والاعتصام بالله.

  ٧ - ومن البواعث لكم على اعتناق ملة الإسلام أنه ملة سمحة مبنية على التسهيل والتيسير، لم يشرع فيها من التكاليف ما يوقعكم في الحرج والشدة {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}⁣[الحج: ٧٨].

  · : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٧٧ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ٧٨}⁣[الحج]، في ذلك:

  ١ - تنبيه للمؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله على أنهم مكلفون من الله بأبواب من التكاليف:

  - الركوع والسجود وذلك عبارة عن إقامة الصلاة.