[فوائد من سورة الفرقان]
[فوائد من سورة الفرقان]
  · قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ٣١}[الفرقان]، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}[الفرقان: ٢٠] جعل الله الدنيا دار تكليف وامتحان وابتلاء، وجعل سبحانه وتعالى الدار الآخرة دار جزاء.
  - ولما كانت الدنيا دار ابتلاء وفتن ومحن وتكليف و ... إلخ - اقتضت حكمته تعالى أن يخلي بين عباده، فلم يَحُلْ تعالى بين الظالم والمظلوم، ولا بين المؤمن والكافر، ولا بين المفسد والمصلح، ولا بين المهتدي والضال، ولا بين البر والفاجر، ولا بين العالم والجاهل، ولا ... ولا ... إلخ.
  - إلا أن الله تعالى ينصر أولياءه ويحفظهم ويثبتهم، إلا أن ذلك يكون على صور لا ترفع الابتلاء والمحن والفتن.
  ومن أمثلة نصر الله لأوليائه: ما حكاه الله تعالى من نصره لنبيه ÷ في قوله: {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثنينِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ...} الآية [التوبة].
  ومن الأمثلة أيضاً ما حكاه الله تعالى من قذفه للرعب في قلوب أعداء النبي ÷: قال تعالى: {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الأحزاب].
  ومن الأمثلة: ما حكاه الله تعالى من أنه أنزل السكينة على النبي ÷ وعلى المؤمنين في يوم حنين، فقال تعالى: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ}[التوبة: ٢٦]، والسكينة التي أنزلها هي طمأنينة القلب.
  - وعلى حسب ما ورد في الآيتين السابقتين فلا بد لأولياء الله والدعاة إلى دينه من أن يلاقوا عداوات شديدة تلازمهم وتضايقهم، وتبالغ في أذاهم والضرر بهم.
  - والمطلوب الذي يريده الله تعالى من أوليائه أن يقابلوا تلك الشدائد والمحن بالصبر، {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}[الفرقان: ٢٠]، والمراد