زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة النور]

صفحة 161 - الجزء 1

  بالصبر المطلوب هو:

  ١ - الصبر على التمسك والاستقامة بما هم عليه من الدين والحق والطاعة لله، والدعوة إلى دينه، وأن لا يصدهم عن ذلك ما يلاقوه من المحن والشدائد.

  ٢ - أن يصبروا على ما يلحقهم من الأذى والمحن والشدائد إلى أن يأذن الله تعالى بالفرج.

  - ولقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ}⁣[الفرقان: ٢٠]، تفسير أوسع مما ذكرنا، فالغني فتنة للفقير، والفقير فتنة للغني، والابن فتنة للوالد، والوالد فتنة للابن، والزوجة فتنة للزوج، والزوج فتنة للزوجة، والعالم فتنة للجاهل، والجاهل فتنة للعالم، والأخ فتنة لأخيه والعكس، والجميل فتنة لغيره والعكس، والضرة فتنة لضرتها والعكس، والجار فتنة لجاره، والقريب فتنة لقريبة ... و ... إلخ.

  · قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الفرقان: ٣١]:

  اقتضت حكمة الله تعالى أن يبتلي أولياءه الصالحين بأعدائه المجرمين، وأن يخلي بينهم وبينهم، زيادة في التكليف واختباراً لثبات أوليائه ومدى صبرهم على دينهم فيتميز بذلك الثابت على دينه من المتزلزل فيه.

  وما زال أولياء الله تعالى يتصارعون مع أعدائه في كل زمان ومكان إلا أنها تشتد أحياناً، وحيناً تخف.

  · قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ٦٧}⁣[الفرقان]، السرف كما يظهر لي نوعان:

  ١ - فنوع منه هو الإنفاق في المعاصي فهذا سرف وإن كان ذلك شيئاً قليلاً، ولا شك في تحريم الإنفاق في معصية الله تعالى لأن ذلك عناد لله وحرب لله تعالى وفساد ومناصرة للشيطان، و ... إلخ.

  ٢ - أن يصنع للوجبة الواحدة ما يكفي عشرين آكل، وليس الأَكَلَة إلا خمسة أو ستة، مع العلم بذلك من غير داعي كتوقع أضياف أو مساكين، ويستمر