[فوائد من سورة النور]
  الأمر على ذلك، فيأكل الخمسة حاجتهم من الطعام ثم يرمى بالباقي في صندوق القمامة.
  فمثل هذا سرف وهو المقصود في الآية لمقابلته بالتقتير، والتقتير هو: أن لا يعطي المنفق أهله من النفقة إلا أقل من حاجتهم مع غناه وقدرته، والإسراف أن يعطيهم أكثر من حاجتهم، والمطلوب التوسط بين ذلك: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}.
  - قد يكون الإنسان فقيراً وله عول محتاجون فإذا كان للفقير هذا قليل من الفلوس فلا ينبغي له ولا يجوز أن ينفقها في القات وأهله محتاجون للطعام والشراب واللباس، وإنما قلنا ذلك:
  ١ - أن العقلاء تذم من يكون كذلك.
  ٢ - لقوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧]، فالإنفاق على العول واجب بهذه الآية.
  فلا يجوز للفقير ترك الإنفاق الواجب، والعدول إلى شراء القات بدلاً عن ذلك؛ لأن شراء القات غير واجب.
  - إذا أدى الإنسان أهله وعوله حاجتهم من النفقة وتوابعها من غير تقصير عن نفقة مثلهم من مثله فلا حرج عليه في شراء القات، وإنما الحرج أن يكون شراء القات سبباً في التقتير على الأهل والتقصير في حاجتهم.
  - ليس من الإسراف أن يقدم الإنسان لضيفه ذبيحة كاملة ولو علم أنه لا يحتاج إليها.
  · تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ٦٢}[الفرقان]:
  هنا يبين الله تعالى الحكمة من جعل الليل والنهار متعاقبين يخلف أحدهما الآخر، فجعلهما الله تعالى كذلك من أجل أن يتذكر فيهما المتذكرون فيرتدعون