[فوائد من سورة الأحزاب]
  ١ - قدر متعلق بأفعاله تعالى، كنزول المطر وخلق الخلائق، وإماتة ذي الروح، والجدب والخصب، وزكاء الثمار وجري الأنهار، ومسير الشمس والقمر والنجوم، والليل والنهار، والصحة والعافية، وطول الأعمار وقصرها، والأمراض والصواعق والزلازل، ونحو ذلك.
  ٢ - قدر متعلق بأفعال المكلفين، فإنه تعالى قدر عليهم أن يفعلوا ما أمرهم به من الأعمال الزاكية التي تقربهم إليه، وقدر عليهم أن يتركوا ما نهاهم عنه من القبائح، {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ..}[الكهف: ٢٩] فإنه تعالى وكل إلى عباده فعل ما قدره عليهم أو تركه، وجعل ذلك إلى مشيئتهم واختيارهم، فمن الناس من يفعل ما قدره الله عليه، ومنهم من لم يفعل ذلك.
  - جاءت الآثار بالنهي عن الخوض في القدر، وما ذلك إلا لخفاء معناه ودقته على أفهام عامة المسلمين، فالخوض يؤدي إلى ارتباك عقولهم واضطرابها، وأن يتولد فيها معاني مفهومات خاطئة.
  - أهل السنة والجماعة هم الذين أكثروا الخوض في القدر وتوسعوا في ذكره وتفسيره وشرحه، وإلى اليوم لم يصلوا إلى فهم معناه، والذين توصلوا إليه إنما هو أوهام وخيالات، فبنوا عقائدهم ومذاهبهم في هذا الباب على تلك الأوهام والخيالات من غير مبالاة، فحكموا بكفر طوائف كثيرة من المسلمين بناءً على تلك الأوهام.
  - وقال بعض علماء الأشاعرة المحققون: إنه ما زال يبحث عن معنى القدر الذي يذكره أصحابه الأشاعرة مدة ثلاثين سنة فلم يتوصل إلى معناه الذي يقصده علماء الأشعرية.
  - أما بسطاء أهل السنة الذين لا تحقيق لهم في مباحث علم الكلام، ولا اطلاع لهم على دقائقه وزواياه وجوانبه فيقولون: القدر: هو علم الله في الأزل بما سيكون في المستقبل، وبعضهم يقول: القدر هو قدرة الله وأن الله على كل شيء قدير.