زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأحزاب]

صفحة 179 - الجزء 1

  مخافتهم، وعذابه أعظم من عذابهم.

  وفي هذا الباب يقول الله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ...}⁣[البقرة: ٢١٤]، وقال سبحانه يطمئن رسوله ÷ من خوف الناس: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}⁣[المائدة: ٦٧].

  · قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}⁣[الأحزاب]:

  الذكر الواجب الذي لا بد منه قسمان:

  الأول: ذكر الله تعالى في الصلوات الخمس باللسان والقلب.

  الثاني: اطمئنان القلب بوحدانية الله تعالى وعدله، وأنه لا يشبه المخلوقات، ولا يفعل المقبحات، والاستيقان بالوعد والوعيد، واعتراف القلب بأن الله تعالى هو المنعم المتفضل، وأن النعم كلها من عنده، فهذا الذكر لا بد أن يكون في قلب المؤمن، وليس له حد محدود، لكن لا ينبغي أن تطول الغفلة عنه، فعلى المؤمن أن يستعرض في قلبه عظمة الله تعالى ووحدانيته، وتنزيهه عن مشابهة المخلوقين، وعن فعل المقبحات، وأن يستعرض الثواب والعقاب، وأن يعدد في قلبه نعم الله تعالى عليه.

  · قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤٣}⁣[الأحزاب]:

  المعنى والله أعلم: أن الله تعالى وحده هو الذي لا يزال يمد عباده المؤمنين برحمته وإحسانه وفضله، وملائكة الله تعالى أيضاً أيها المؤمنون تدعو الله تعالى وتسأله أن يرحمكم.

  ورحمته تعالى لعباده المؤمنين عامة لنعم الدين والدنيا، ومن أعظم نعمه أن أرسل إليهم رسولاً من أنفسهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، والحكمة