زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الحجرات]

صفحة 207 - الجزء 1

  الطرفين، وكان الصلح وقطع أسباب النزاع بين الطرفين هو البديل.

  أما الصلح الثاني فقد تعين المعتدي من الطرفين، وتحدد للمصلحين الظالم منهما والمظلوم، فأمكن المصلحين حينئذ أن يتحروا العدل والحق فأُمِروا به.

  وقال تعالى في الإصلاح بين الناس: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ١١٤}⁣[النساء].

  وفي الصلح قال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}⁣[النساء: ١٢٨]، وفيه يقول تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}⁣[البقرة: ١٨٢].

  فكل هذه الآيات تدل على أهمية الإصلاح بين الناس، وأنه خير من الحكم في معالجة مشاكل الناس، وأن فيه فضلاً عظيماً.

  ويتبين فضل الصلح على الحكم فيما يلي:

  ١ - الصلح متيسر فباستطاعة كل عاقل أن يفعله.

  ٢ - سلامة الصلح من الغضاضة بين الخصمين، وبين المصلح وأحد الخصمين.

  · قال الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}⁣[الحجرات: ١٢]، في ذلك:

  ١ - أن من أظهر الإسلام يكون حكمه حكم المسلمين، وليس علينا أن نبحث عن صحة إسلامه، بل لا يجوز التجسس عليه، أو سوء الظن به إطلاقاً.

  ٢ - أن ظاهر المسلمين العدالة، حتى يظهر ما يخدشها.

  ٣ - أن الله تعالى يريد أن يكون المسلمون إخوة متحابين، وأن يكونوا أمة واحدة، وحزباً واحداً، وكياناً واحداً.

  ٤ - أنه يحرم على المسلم أن يثير أي سبب من أسباب العداوة.

  ٥ - أن ظاهر الإسلام كاف في الحرمة والأخوة.