زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الجمعة]

صفحة 227 - الجزء 1

  مذهبه وبطلانه.

  ٣١ - وأنه سيكون في أمة محمد ÷ وفي ذراريهم من يحمل العلم والحكمة، وأن على العلماء أن ينقلوا العلم إلى من بعدهم: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}؛ لأن رسالة النبي ÷ لا تصل إلى من سيأتي بعده ÷ إلا بنقل العلماء إليهم.

  ٣٢ - وفي هذه السورة أنه ينبغي للداعي إلى الله وإلى دينه أن يبدأ في أول كلامه بذكر الله وذكر عظمته وجلاله وسلطانه، وذكر نعمه العظيمة على عباده ورحمته بهم ومنته عليهم حين هداهم للإسلام، وأرسل إليهم رسولاً منهم، وأنزل عليهم القرآن، ثم بعد ذلك يذكر الموضوع الذي يريد أن يلقيه في مسامعهم.

  ٣٣ - {إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ ...} ما زال اليهود إلى اليوم يدعون أنهم شعب الله المختار، وصفوته من البشر، وأنهم أحباء الله وأولياؤه ... إلخ، وحقاً فقد كانوا خيرة الله من الناس وصفوته منهم {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ٤٧}⁣[البقرة]، {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٢}⁣[الدخان]، إلا أنهم كفروا بعد نعم ربهم، وكفروا بنبي الله عيسى #، وبهتوا أمه &، ثم كفروا بخاتم الأنبياء والمرسلين ~ وآله وعليهم، وحرفوا التوراة، وغيّروا أحكام الله تعالى، وقتلوا الأنبياء، وأكلوا الربا، واستحلوا السبت، وارتكبوا المعاصي، وتمردوا على الله؛ فلعنهم الله تعالى، ومسخهم قردة، وغضب عليهم، وألبسهم الذلة والصغار إلى يوم القيامة؛ فلم يبق لهم من بعد ذلك من ولاية الله حظ ولا نصيب، وسلبهم الله تعالى كل شرف وعزة، وأخذ منهم ما أعطاهم من نعمه، وأحل بهم غضبه ولعنته، وجعل منهم القردة والخنازير، وقال: إنهم شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل، و ... إلخ.