[فوائد من سورة الجمعة]
  ويقبل بوجهه عليه، وأن لا ينصرف عن ذلك حتى يكون المتكلم هو المنصرف.
  ٥٧ - وقد يؤخذ من هذه السورة أن المؤمن بحاجة إلى أن يتعاهد قلبه بالمواعظ والتذكير في كل أسبوع، وأن ذلك أمر لا بد منه لحياة الإيمان في قلبه، وذلك من حيث أن الله تعالى حكيم لا يوجب شيئاً إلا لحكمة ومصلحة عائدة إلى المكلف.
  ٥٨ - تقضى الصلاة ويفرغ منها بالسلام: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ} فيؤخذ من ذلك أنه لا يلام المصلي للجمعة وغيرها على المبادرة إلى الخروج من المسجد عند الفراغ من الصلاة مباشرة قبل أن يذكر الله بعد الصلاة، وقبل أن يتنفل بركعتين أو أربع.
  ٥٩ - وقد يؤخذ من هنا أنه لا يشرع أن يصلي الرجل ركعتين تحية للمسجد إذا كان الإمام يخطب، وذلك من حيث أنه مأمور بالسعي إلى ذكر الله وذكر الله هو استماع الخطبة وفعل الصلاة.
  ٦٠ - الاشتغال بالبيع والشراء ونحوهما من الأعمال حال نداء الجمعة أو بعده محرم، والعلة في تحريم ذلك هو كونه شاغلاً عن الجمعة، ومثل ذلك يأتي في كل ما يشغل عن واجب تضيق.
  ٦١ - إذا لم يكن العمل شاغلاً عن إجابة النداء فلا يحرم، وذلك نحو أن يتعاقد البائع والمشتري في طريقهما إلى المسجد، أو يتساومان على الثمن في طريقهما، أو ينقد المشتري للبائع الثمن في الطريق، أو يحمل الذاهب إلى المسجد حملاً بأجرة من السوق إلى المسجد أو يتحدث الرجلان في طريقهما إلى المسجد.
  ٦٢ - قد يؤخذ من هنا أنه لا يجوز إقامة جمعة ثانية في البلد الصغير، وذلك من حيث أن الله تعالى أمر المؤمنين بالانصراف إلى حيث ينادي المنادي لصلاة الجمعة.
  ٦٣ - كما قد يؤخذ من هنا أن علماء الصحابة وأهل البصائر كانوا قلة قليلة، وأن الكثرة الكاثرة منهم كانوا من العوام وأهل الجهل والغفلة، ودليل ذلك: {..... وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٩}، و {... وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ