[فوائد من سورة المزمل]
  {هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} المعنى: أن الصلاة في أول الليل - على التفسير الأول - وقراءة القرآن فيها تكون أكمل؛ لصفاء النفس في ذلك الوقت وبعدها عما يشوش الفكر، فتقبل النفس على استحضار عظمة الله وجلاله، ويقبل الفكر على التدبر لمعاني القرآن.
  - وعلى التفسير الثاني: أن النفس التي تقوم الليل للصلاة تكون أبلغ إقبالاً إلى الله وإلى استحضار جلاله وعظمته وذكره وشكره وحمده، وأحسن تدبراً لمعاني القرآن.
  {أَشَدُّ وَطْئًا} استعارة بالكناية شبه فيها أثر ذكر الله واستحضار جلاله في صلاة الليل وأثر قراءة القرآن على النفس بأثر وطء قدم الحيوان الكبير، وهذا التشبيه تشبيه مضمر في النفس مكنيٌّ عنه بذكر الوطء، وذكر الوطء يسمى استعارة تخييلية، وفائدة هذه الاستعارة هي تقريب المعنى وتصويره للسامع حتى يكون أقرب إلى فهمه، وذلك أن أثر القرآن وذكر الله تعالى في الليل على نفس المصلي أثر معنوي لا يدركه الفهم حق الإدراك، وهذه الاستعارة صوَّرته للسامع بصورة محسوسة مدركة بالبصر، وما يدرك بالبصر أقرب إلى الفهم مما لا يدرك بالبصر.
  {وَأَقْوَمُ قِيلًا} أي: أن قارئ القرآن في صلاة الليل يجد أبلغية القرآن في الاستواء والاعتدال والانتصاب المستوي، ويراه على اعتدال واستواء تام لا يراه عليها في النهار.
  {وَأَقْوَمُ قِيلًا} استعارة بالكناية شبه فيه القرآن وما يحمله من الحق والصدق والهدى بنحو العود المنتصب الذي لا عوج فيه ولا التواء على الإطلاق، وهذا التشبيه مضمر في النفس، ودل عليه بقوله أقوم؛ لأن القيام من صفات الأجسام، وفي ذلك تصوير للاعتدال والاستواء المعنوي في القرآن بالاستواء والاعتدال في نحو العصا ليقرب فهمه للسامع.
  {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ٧}: