[المنافقون في سورة التوبة]
  يَشَاءُ}[التوبة: ٢٧].
  وقال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨ إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٣٩ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٠}[التوبة]، في هذه الآيات:
  ٣٢ - أن الجم الغفير من الصحابة والكثرة الكاثرة منهم كانوا ضعاف الإيمان، يميلون إلى الراحة والسكون والدعة ولا يبالون بأمر رسول الله ÷ حين يأمرهم بالجهاد.
  ٣٣ - والدليل على أن هذا النوع هو الكثرة الكاثرة من الصحابة هو أنه لو كان القليل منهم هم المتثاقلين عن الجهاد لم يبال بهم، ولما توجه إليهم اللوم والذم؛ لوجود من يغني عنهم، ولأنه لا يخلو أهل كل دولة من حثالة من الناس لا يسمعون ولا يطيعون.
  ٣٤ - وأنهم قد بلغوا من التمرد على النبي ÷ والاستخفاف بأمره حداً يستدعي نزول القرآن بالتهديد الصريح والذم القبيح.
  ٣٥ - وأن إيمانهم إيمانٌ مدخول لا قيمة له عند الله ولا وزن.
  ٣٦ - وقد أعلمهم الله تعالى حين تمردوا عن طاعة رسوله ÷ بأنه غني عنهم، وأنهم لا يضرون رسول الله ÷ ولا يضرون دينه بعصيانهم وتمردهم، وأنه سيعذبهم إن أصروا على التمرد، وسيتبدل بهم غيرهم، وأن الله تعالى قادر أن ينصر رسوله ÷ إن لم ينصروه، فقد نصره يوم