زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 320 - الجزء 1

  خرج من مكة وحيداً، ومنعه من قريش وصدورهم تجيش عليه حنقاً.

  ٣٧ - ويتمثل نصر الله تعالى لرسوله ÷ يوم خرج من مكة واستخفى في الغار فيما يأتي:

  ١ - أن الله تعالى سلمه من سيوفهم، ومن أن يحتجزوه ويقيدوه.

  ٢ - أن الله تعالى أعمى أبصارهم عن رؤيته، وقد وقفوا على فم الغار.

  ٣ - أن قريشاً عادوا خائبين لم يبلغوا ما أرادوا من قتل رسول الله ÷ أو حبسه.

  ٤ - أن هذا الخروج من مكة كان سبباً لنشر دين الإسلام وقيام دولته، وسبباً نتج عنه قتل قريش في بدر، ثم فتح مكة، ثم هزيمة الشرك في جزيرة العرب وسيطرة دين الإسلام فيها، فهذا هو النصر الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية.

  ٣٨ - صاحب النبي ÷ في الغار هو أبو بكر بن أبي قُحافة، ويظهر من الآية أن أبا بكر خاف حين كان في الغار مع النبي ÷ حين سمع قريشاً يدورون حول باب الغار، واشتد هلعه وظهر عليه ذلك، ولم يستطع أن يخفيه، فوعظه الرسول ÷ وقال له: «لا تحزن يا أبا بكر ولا تخف من قريش، فإن الله تعالى معنا وهو ناصرنا، وحافظنا من كيدهم وشرهم».

  ٣٩ - وذكر الله تعالى فيما هنا أن الله تعالى أنزل سكينته على رسوله ÷ دون أبي بكر، وأمده بجنود من الملائكة تطمئنه وتحفظه، فلم يداخل النبي ÷ شيء من الخوف والحزن، أما أبو بكر فلم يكن له حظ من السكينة لذلك اشتد حزنه وظهر خوفه وارتباكه.

  ٤٠ - وعظ الله تعالى المؤمنين في هذه الآيات بمواعظ بالغة، وتهددهم بتهديدات تبعث على الخوف.