[المنافقون في سورة التوبة]
  من حيل المنافقين ودسائسهم، وهذه الطبقة هي التي قال الله عنها في تلك الآية: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}.
  ثم قال سبحانه: {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ٤٨}[التوبة]، في هذا:
  ٦٣ - أن المنافقين كانوا من أول أيامهم يسعون في هلاك رسول الله ÷ وفساد أمره، وفي فساد أصحابه وفتنتهم عن دينهم، وتوصلوا إلى ذلك بأنواع الوسائل، وسلكوا في ذلك كل السبل، وأعملوا كل الحيل - فخيب الله تعالى مساعيهم في كل ذلك، حتى نصر الله رسوله ÷، وأظهر أمره وأعلى كعبه.
  ٦٤ - وفي ذلك أن الإخلاص في الدعوة إلى الله والصبر على الأذى في سبيل الله، والحرص على تقوى الله وامتثال أمره - سبب في النجاح، وطريق إلى بلوغ الغاية على رغم أنوف المفسدين والحاسدين والمنافقين.
  ٦٥ - وأن نصر الله تعالى يأتي بالتدريج.
  ٦٦ - وأن النبي ÷ والمؤمنين قد عانوا في سبيل دعوتهم إلى الله من المنافقين معاناة شديدة ولقوا منهم متاعب وعراقيل وأذى وتعرضوا لمخاطر ومهالك عظيمة، لولا عصمة الله وحفظه لأوليائه لوقعوا فيها ولأخفقوا عن الوصول إلى الغاية.
  ٦٧ - وفيما هنا تنبيهٌ للدعاة إلى الله إلى ما سيواجهون في سبيل دعوتهم، والتنبيه لهم إلى سبيل النجاة من كيد الكائدين، وكيف يواجهون ما يلقاهم في طريقهم من المنافقين.
  ٦٨ - وفي هذه الآية وما تقدمها في سورة التوبة ما يدل على أن النبي ÷ والمؤمنين لا يعرفون أكثر المنافقين إلا بعد أن عرفهم الله تعالى في هذه السورة.
  ٦٩ - وفيها أن النبي ÷ والمؤمنين وإن انتصروا على المشركين وهزموا