[المنافقون في سورة التوبة]
  ١ - قسم آمنوا مع الرسول ÷ وهم المخلصون.
  ٢ - قسم آمنوا وهم المنافقون.
  وهذا التقسيم أفاده مفهوم الصفة {مَعَهُ}.
  ٢٢٣ - وأن المؤمنين تميزوا عن المنافقين في الحياة الدنيا وفي الآخرة، أما في الحياة الدنيا فلهم الخيرات، وأما في الآخرة فالفلاح والفوز بثواب الله ومغفرته وجنته، بخلاف المنافقين الذين آمنوا بأفواههم وأبطنوا الكفر في قلوبهم فيلس لهم من ذلك حظ ولا نصيب، بل لهم الخزي في الدنيا والفضائح وكشف السرائر، والخوف الدائم، والقلق المتواصل، ولهم في الآخرة عذاب جهنم وبئس المصير.
  ثم قال سبحانه: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٩٠}[التوبة]، في ذلك:
  ٢٢٤ - تصنيف للمتخلفين عن الخروج مع النبي ÷ إلى غزوة تبوك:
  ١ - فصنف هم من الأعراب، ولا يخفى أن الأعراب غالباً يتصفون بالجفاء، وقلة المعرفة والغفلة.
  ٢ - وصنف كذبوا الله ورسوله، وهم الذين آمنوا بألسنتهم ثم لم يفوا لله ولرسوله ÷ بشيء مما التزموه من لوازم الإيمان.
  ٢٢٥ - وفي ذلك الوعيد للمنافقين بعذاب أليم في الدنيا والآخرة.
  ٢٢٦ - وأن المتخلفين كانوا أيضاً قسمين:
  ١ - قسم جاءوا النبي ÷ يطلبون منه أن يعذرهم في التخلف عنه.
  ٢ - وقسم لم يأتوه ليأذن لهم في التخلف.
  ٢٢٧ - وفي ذلك أيضاً: أنه لا يجوز للمؤمن أن يترك الواجب ولو أذن له الرسول أو الإمام إذا كان إذنهما لأجل عذر لا صحة له في الواقع.
  ٢٢٨ - وأنه لا يجوز للمؤمن أن يعتذر عن الواجب بعذر لا حقيقة له، أو