وبعد خروجه من السجن بسبب تأويله لرؤيا الملك حظي عند الملك، ووظفه الملك على خزائن مصر، وصار له في مصر نفوذ، وعظم شأنه، وكان له مع إخوته حين جاءوا إلى مصر لشراء الطعام قصص عجيبة انتهت تلك القصص بأن استقدم أباه وأخوته وجميع أسرته في الشام إلى مصر، وعند قدومهم مصر خروا ليوسف ساجدين، فقال: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ١٠٠ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي ....}⁣[يوسف].

  ٤ - أن الإصرار على تقوى الله تعالى والتمسك بها في جميع الأحوال، والاستقامة على ذلك، سبب وأي سبب لأن ينال صاحبها شرف الدنيا وشرف الآخرة، ولأن يمده الله تعالى بأنوار العلم والحكمة.

  ٥ - ضرب يوسف # أروع الأمثلة في الصبر والإخلاص والعفة والعفو والسياسة والعلم والحكمة.

  ٦ - أن الإخلاص لله تعالى والتقوى سبب لأن يجعل الله تعالى للمتقي مخرجاً من الفتن الموقعة في معاصي الله تعالى.

  ٧ - أنه إذا وقع التداعي في أمر ولم يكن بينة فإنه يعمل بالقرائن المرجحة لأحد الجانبين.

  ٨ - أن القرابة قرينة على صحة الشهادة إذا كانت الشهادة من قريب على قريبه، ولم يكن ثَمَّ ما يعارضها.

  ٩ - ينبغي للمؤمن إذا عرضت له أسباب الفتنة وحبائلها أن يلتجئ إلى الله ويتضرع إليه بالدعاء: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٣}⁣[يوسف].

  ١٠ - أن الله تعالى يستجيب لمن تضرع إليه ودعاه مخلصاً: {فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ٣٤}⁣[يوسف].