قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر
  ١١ - أن كيد النساء عظيم، فإذا توجهن بكيدهن إلى الطاهر العفيف صرعنه وأوقعنه في حبائل مكرهن، ولعظيم مكرهن فإن يوسف وهو نبي الله وفي الغاية والنهاية من الصبر والتقوى والخشية من الله شكا إلى الله والتجأ إليه، ودعاه دعاء المضطر، وخشي إن لم يتداركه ربه بألطافه وأن يصرفهن عن ملاحقته بمفاتنهن ومراودتهن له فإنه سيقع في الفتنة والمعصية ومواقعة الفاحشة، فهذا نبي الله يوسف # من أكمل البشر في درجة الصبر والتقوى والخشية والإخلاص لله أوشك أن يقع في الفتنة لولا تضرعه بالدعاء إلى الله في صرف ذلك عنه.
  ١٢ - أن يوسف # جمع بين جمال الظاهر والباطن، فكان من حسن ظاهره وجمال صورته ما جعل فواتن القصور الملكية يقطعن أيديهن بالسكاكين وهن في غير شعور مما دهشهن من جماله وبهرهن من حسن صورته، وكأنهن رأين الجمال كله والحسن بِرُمَّتِهِ في شخص يوسف، حتى حلفن بأن يوسف ليس من البشر على الإطلاق، وما هو إلا ملك كريم، هكذا قلن بالحصر والقصر، وعلى قدر حسنه وكمال جماله الظاهر كان حسن باطنه وكمال جماله الباطن، ~ ورحمته وبركاته، وعلى نبينا وآله أزكى الصلوات وأتمها وأكملها ورحمة الله وبركاته.
  ١٣ - ظلم يوسف أولاً على يدي أخوته وهو طفل صغير، وظلم ثانياً بإدخالهم إياه السجن وحبسهم له فيه بضع سنين بعد أن تبين لهم براءته وطهارته وعفته، غير أنه كان وراء سجنه آمر مطاع هو امرأة العزيز، وقد قالت للنسوة: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ ٣٢}[يوسف].