زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر

صفحة 372 - الجزء 1

  ١٤ - استغل يوسف # لبثه في السجن فنصب نفسه فيه للدعوة إلى توحيد الله، ونَبْذِ عبادة غيره، وإقامة حجج الله وبيناته على ما يدعو إليه، وعُرِفَ في السجن بالعلم والحكمة وتأويل الأحلام، وسمي في سجنه بالصديق.

  ١٥ - إذا ظلم المؤمن اليوم، وأدخل السجن ظلماً، فإنه سيهون عليه ذلك شيئاً ما إذا عرف ما لقي يوسف من السجن وهو نبي الله ومن أكرم الخلق على الله، ويستقر في نفسه أن الدنيا دار ابتلاء لأولياء الله.

  ١٦ - أن للعلم مكانة عظيمة، فإنه يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة، ويجلب له خير الدنيا والآخرة.

  ١٧ - إذا ألصقت بالمؤمن تهمة فمن الحق أن يسعى في إزالتها عن نفسه، وإبعادها عن ساحته، ولا سيما إذا كانت التهمة متعلقة بخيانة المنعم: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ٥٢}⁣[يوسف].

  ١٨ - لم يهتم يوسف بخروجه من السجن، ولم يظهر عليه السرور بذلك، بل رفض الخروج مع رسول الملك، بل اهتم أولاً بتبرئة ساحته من التهمة التي ألصقتها النسوة به، فقال لرسول الملك: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ٥٠}⁣[يوسف]، فأحضر الملك النسوة، وسأل عن حقيقة الأمر، واستحفى المسألة، فقالت امرأة العزيز: {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ٥١}⁣[يوسف]، فما خرج يوسف من السجن، ولا قابل الملك حتى ظهرت براءته من التهمة الباطلة التي ألصقت به.

  ١٩ - ارتفعت مكانة يوسف عند الملك، وحظي عنده لِمَا اشتهر من علمه وحكمته، وفضائله وحسن شمائله، ومعرفته بتأويل الأحلام، ومن طهارته وعفته وأمانته، وحسن ذكره في الناس.