زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر

صفحة 373 - الجزء 1

  ٢٠ - أنه يحسن من الرجل أن يسأل الوالي أن يوظفه في الوظيفة التي يرى أنه سيقوم بها أحسن قيام لعلمه بها، وأهليته لها، وأن يذكر نفسه بالإتقان في العمل، وأنه ذو أمانة قوية، وهكذا يحسن من العالم أن يذكر نفسه بالعلم والمعرفة عند من لا يدري؛ لغرض أن يستفيد الناس من علمه.

  ٢١ - أدار يوسف # وظيفته التي دخل فيها وهي ولاية خزائن الأموال أحسن إدارة، فخزن الحبوب الكثيرة التي حصلت في السبع السنين المباركة، فغطى ذلك الحب المخزون حاجة الناس في السبع السنين المجدبة، بل وحاجة المحتاجين من غير أهل مصر، فقد كان المحتاجون يسافرون إلى مصر لجلب الحب إلى بلادهم، واشتهر عند الناس وفارة الحب في مصر في السبع السنين المجدبة لذلك خرج إخوة يوسف # من الشام إلى مصر لشراء الطعام، فإن في ذلك دلالة واضحة على أن يوسف # نجح في عمله نجاحاً كبيراً.

  ٢٢ - يمكننا بالتقريب معرفة عدد السنين التي غاب فيها يوسف # عن أبيه فنقول:

  - خرج يوسف # مع أخوته للرعي وهو في سبع سنين تقريباً، والذي دلنا على ذلك أن أباه يعقوب قال لأخوته في ذلك الحين: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ}⁣[يوسف: ١٣]، والعادة أنه لا يخاف إلا على من كان في سن السبع أو دونها أو أكثر منها قليلاً، ولا يخاف الذئب على المقارب لسن البلوغ، ولا على من دونه من ذوي التمييز.

  - ولبث # عند امرأة العزيز سبع سنوات تقريباً وذلك أن العادة أن النسوة لا يطمعن إلا في البالغ سن الرجال، ودل قول يوسف أيضاً:

  {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ} أنه # كان قد بلغ مبالغ الرجال حين راودته امرأة العزيز عن نفسه.