قصة نبي الله داود ~ في سورة (ص)
  ينسب إليه مما روي أكثر من ذلك ~ وسلامه.
  وقد قيل: إن فتنة داود حصلت حين حكم بين الخصمين قبل أن يسمع جواب الطرف الآخر، واستدلوا بقوله تعالى بعد ذلك: {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى ...} الآية [ص: ٢٦]، ولا أرى أنه يصح ذلك، والصحيح هو ما ذكرنا.
  - لأن الملكين تسورا عليه محرابه ومكان خلوته، وجلسا بين يديه للمحاكمة.
  - أنهما تحاكما في قضية من شأنها أن يكون فيها سر وتنبيه يخص داود.
  - أن الله تعالى قد أثنى على داود في باب المحاكمة في قوله: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}[الأنبياء].
  فلا ينبغي أن يقال: إن داود حكم قبل أن يسمع من الخصم الآخر، مع ما وصفه الله تعالى به في هذه الآية من الحكم والعلم.