زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قصة نبي الله داود ~ في سورة (ص)

صفحة 385 - الجزء 1

  ينسب إليه مما روي أكثر من ذلك ~ وسلامه.

  وقد قيل: إن فتنة داود حصلت حين حكم بين الخصمين قبل أن يسمع جواب الطرف الآخر، واستدلوا بقوله تعالى بعد ذلك: {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى ...} الآية [ص: ٢٦]، ولا أرى أنه يصح ذلك، والصحيح هو ما ذكرنا.

  - لأن الملكين تسورا عليه محرابه ومكان خلوته، وجلسا بين يديه للمحاكمة.

  - أنهما تحاكما في قضية من شأنها أن يكون فيها سر وتنبيه يخص داود.

  - أن الله تعالى قد أثنى على داود في باب المحاكمة في قوله: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}⁣[الأنبياء].

  فلا ينبغي أن يقال: إن داود حكم قبل أن يسمع من الخصم الآخر، مع ما وصفه الله تعالى به في هذه الآية من الحكم والعلم.