[بحث قويم في قصة بلقيس ملكة سبأ]
  ٥ - أنه لا ينبغي غزو العدو ولا يجوز، إلا بعد الدعوة له إلى الحق، والنظر في جوابه بعد الدعوة: {فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ٢٨}[النمل].
  ٦ - أنه يجوز ترويض الحيوان وتأديبه: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ٢١}[النمل].
  ٧ - أن سبأ في ذلك التأريخ القديم كانت متقدمة ومتحضرة في السياسة والعمران، والصناعة والاقتصاد: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ٢٣}[النمل]، {أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ٣٢}[النمل].
  ٨ - أن منشأ الشخص ومجتمعه يكون سبباً للضلال أو الرشاد، وعلى ذلك فإن منشأ الشخص في مجتمع صالح نعمة عظيمة يجب أن تقابل بالشكر المتواصل.
  ٩ - أن الهدية سنة قديمة، وأنها سبب لكسب مودة القلوب وعطفها وسل عدوانها.
  ١٠ - أن على الوالي أن يتفادى الدخول في الحرب بما يمكنه من الوسائل المتاحة كالهدايا، والزيارات والمحادثات والمفاوضات، وهذا هو ما يقتضيه جودة الرأي وحسن السياسة، وذلك لما تخلفه الحرب من تلف الأنفس وسفك الدماء وتدهور الاقتصاد، واختلال الأمن وضعف الدولة في جميع المجالات.
  ١١ - تقدم مملكة سبأ وحضارتها جعلت هدهد سليمان مع ما يعهده من ملك سليمان وملك الروم والممالك الأخرى جعلته يستعظم تلك الحضارة والتقدم فقال لسليمان: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ٢٣}[النمل]، مما يدل على أن حضارة تلك المملكة وتقدمها يساوي حضارات الممالك المشهورة في ذلك العهد كحضارة فارس والروم وغيرهما، أو تزيد عليها.
  ١٢ - أن العالم في ذلك العهد كان يشتمل على ممالك متحضرة ومتقدمة في جميع المجالات على حسب الإمكانات المتاحة.
  ١٣ - من طبائع الملوك والسلاطين السياسية إهانة العزيز وإفساد المجتمعات،